الشخصية المراوغة والمنطق السوفسطائي
ثمة رابط ما بين الشخصية المراوغة والمنطق السوفسطائي، بل يمكن اعتبار أن كل سوفسطائي هو شخص مراوغ لكن ليس كل مراوغ سوفسطائي بالضرورة. فكما أسلفنا القول فإن من سمات الشخصية المراوغة هي التبريرية، وأيضا التبريرية هي عماد الفكر السوفسطائي، فكل حدث يحدث لأي إنسان لا يعدم سبب أو سياق أو ظروف أدت إلى هذا الحدث.. هذا هو المنطق السوفسطائي. ومن ثم ليس ثمة معيار ثابت للفضيلة والخير والشر، فقد يكون الكذب خيرا، وقد يكون الصدق شرا، فالمعيار الوحيد هو ملاءمة هذا الكذب أو هذا الصدق للموقف الذي يحتم على الشخص الكذب أو الصدق، فإن كان الصدق هو الملائم فهو الخير والكذب هو الشر، وإن كان الكذب هو الذي سينجيني فهو الخير والصدق هو الشر. ويكون المبدأ العام للمنطق السوفسطائي هو أن الإنسان الفرد هو المعيار لكل شيء.