الشخص المثالي في المستقبل
مع الوقت يبدأ الشخص المثالي في استيعاب حقيقةٍ مهمة وهي أن الكمال مستحيل والمثالية لا وجود لها في عالمنا لكنه اكتشف ذلك في وقتٍ متأخر، اكتشف عجزه عن تغيير العالم لصالحه وجعله ساعةً دقيقةً لا تحيد عن مسارها أبدًا، ولكنه يكون عاجزًا عن التغير والتخلي عن مثاليته المترسخة فيه، عندها يصبح العالم جحيمًا له يضغط على أعصابه ويجعله في حالةٍ دائمةٍ من التوتر والسخط وفقدانٍ شبه تامٍ للرضى والسعادة، يبدأ باليأس وفقدان الأمل والرغبة في التفاعل مع أي شيءٍ لأنه يعرف أنه مهما فعل فلن يصل للدرجة التي يريدها ولن يصلح العالم بالطريقة التي يتخيلها، وكل ذلك يعود بالسلب على شركائه وجميع من حوله.