الشركة جهد بشري
كان درَكر Drucker ميالاً إلى البديل الثانى فكتب أن شركة جنرال موتورز General motors ( حققت من مفهومها عن اللا مركزية بما يكفي للحصول منه على نمط إجمالى للسلوك واساس لحل ناجح لأصعب مشاكل الحياة الاقتصادية المستعصية )، وكان معجباً على وجه الخصوص بأثر البنية اللامركزية على مدراء شركة جنرال موتورز General Motors التنفيذين الذن كان منصبهم في هيكلية سلون Sloan على جانب كبير من الأهمية، حيث أسندت إليهم وظائف يمكنهم فيها أن يتحملوا المسؤولية بالرغم من حداثة سنهم – دون أن تتعرض الشركة بكاملها للخطر، ويمكن مع ارتقائهم واشتداد عودهم أم تتوسع مداركهم ويطبقوا مهاراتهم.
إن فصل الكتاب الذي يدور حول اللامركزية يبين الاهتمام الرئيسى للمؤلف : (الشركة كجهد بشري )، حيث كان اهتمام درَكر Drucker بأمور الكفاءة أو الربحية (رغم أنه يعتبر الربح “أساساً لجميع الأنشطة الاقتصادية “) أقل بكثير من الأمور الاجتماعية والاقتصادية التي تسيطر على ثلثى كتاب “مفهوم الشركة Concept of the Corporation” ) الذي لم تكن إطلالات شركة جنرال موتورز فيه كثيرة إلاًّ لتشكل دليلاً على فكرة أن هكذا شركات هي اليوم “مؤسسات تمثل ” أمريكا وأن ” مصنع الإنتاج الكبير هو حقيقتنا الإجتماعية “.
يقول درَكر Drucker ” إننا الآن فقط أدركنا ” هذه الحقيقة، وهي طريقة متواضعة ليقول إن هذا الأمر هو من اكتشافه. لقد شعر أن الشركة كانت محركاً للخير العميم الذي ” ينبغى أن يحمل عبء أحلامنا “. غير أن ذلك ما زال بعيداً عن تحقيق المثل العليا التي تلفها أفكار درَكر Drucker. كانت فكرة جنرال موتورز General Motors عن التوظيف هي تحقيق أعلى إنتاج بأقل تكلفة ممكنة، أما دور العمال فهو القيام بكل ما يطلب إليهم دون تذمر أو مساهمة فردية لأنهم يخدمون الآلات الرتيبة التي لا عقل لها في خط تجميع بلا عقل كذلك.