الشعب يريد الداودية في موازين
شهدت ليلة اختتام مهرجان موازين في دورته الثالثة عشر موعداً غير عادي، فكما توجهت الأنظار نحو فنان العرب محمد عبده في منصة النهضة، توجّهت أيضاً إلى اليشيا كيز في منصة السويسي وإلى المطربة الشعبية زينة الداودية في منصة سلا، والتّي سبقها أيضاً في نفس الليلة المطربين الشعبيين حسن السرغيني ومصطفى بوركون. وقد لايجادل اثنان في أنّ مدينة سلا التّي يفصلها عن العاصمة الرباط وادي بورقراق فقط، عرفت إنزالاً شعبياً من مختلف الأعمار خاصّة وأنّ السّهرات في سلا هي في غالبيتها مفتوحة للجميع.
ولقد عاين سيدتي نت أمواج البشر الهائلة من أبناء الشعب الذين حولوا سهرة الداودية لفسحة ليلية جلبوا إليها الماء والطعام أيضاً، وقد امتلا الشاطىء الذي توجد فيه المنصة، على أكمله ونزل رجال الأمن وتوزّعوا بين كل أحياء المدينة في استنفار لما يمكن أنّ يحصل خلال هيجان مشاعر الإعجاب والافتتان بطرب هذه الشّابة التّي تحسن جرة الكمنجة على الطريقة المغربية، وتلهب حماس االمتفرجين بكلماتها الشّعبية المرسخة في الذاكرة.
وتفوقت الداودية بفنّها وتعاطيها مع الجمهور بسخاء في أنّ تسجل رقماً قياسياً في نهاية موازين، ولم تتفرّق السبل بالمتفرجين سوى نحو الثانية ليلا وسط تأهبّ أمني واسع خشية ماقد لاتحمد عقباه. والعجيب أنّ لكل فنان جمهوره الوافر، فحياة الأدريسي أيضاً كان لها لقاء ليلة الاختتام على المسرح بالرباط في سهرة تكريم لطرب كوكب الشرق أم كلثوم، حيث عاش جمهور المسرح ليلة طربية من الطّراز الرفيع مع أغانٍ خالدة شاركت في إحيائها فرقة دار الأوبرا المصرية والفنانة الشّابة رحاب موتاوي.
أما اليشيا كيز فلمعت برقصاتها وغنائها على منصة السويسي مع شباب حجوا نحو حفلها بشغف كبير في الوقت الذي استقطبت منصّة النّهضة حفل الفنان محمد عبده لأول مرّة في موازين، حيث عرف إقبالاً واسعاً من عشّاق الطّرب الخليجي ومعجبين من مختلف مدن المغرب بفن عبده، الذي يشهد له الجميع بالاحتراف والنّجومية والتواضع. وردد معه الجمهور أغنياته الخالدة التّي يحفظها الجمهور خاصة “ليلة” و”الأماكن” في ليلة ختام فنّي مبهرة.