- الشهور الأولى
منذ الأسبوع الأول من توليك مهمة الإدارة لأول مرة ستلاحظ تطورات مدهشة تمر بك. فيجب عليك أن تدرك الكثير من الحقائق:
- لا تعتقد أن جميع الناس في إدارتك سيكونون سعداء بقدومك. فبعضهم يعتقدون أنهم أحق منك بهذا المنصب، والبعض الآخر من الحاقدين سيتمنون فشلك.
- وسيبدأ على الفور فريق (نعم) الالتفاف حولك لأنهم سيعتبرونك جواز مرورهم إلى أطماعهم الشخصية. وقد لا تكون جميع مراميهم سيئة، ووسائلهم في التقرب إليك لن تخلو من شيء مرغوب.
- وسيضعك فريق آخر من مرءوسيك في اختبار مبكر بتوجيه الأسئلة إليك للتعرف على نوعية إجاباتك. وما إذا كنت من النوع الذي يمكن أن يقول لا أعرف، أو من النوع الذي يتمادى في التمويه.
- أما الأغلبية فسيفضلون طريقة (انتظر لتر) وهو ما تتمناه، فهم لن يمتدحونك أو يذمونك قبل أن يروا تصرفاتك وأسلوبك في الإدارة.
- وسيتم تقييمك من الجميع بمقارنتك بسلفك في الإدارة. فإن كان أداؤه ضعيفاً فسيبدو أداؤك أفضلك. وإن كان سلفك على درجة عالية من الكفاءة فسيكون الحكم عليك قاسياً. وفي كلتا الحالتين فإن أمامك عملاً كبيراً يجب عليك أن تؤديه.
- ومن أول القرارات التي يجب أن تتخذها، وهو أن تتجنب إحداث تغييرات سريعة في طرق العمل ما لم تكن قد جئت مزوداً بتعليمات معينة من الإدارة العليا للتغيير. وفي غير هذه الحالة، كن صبوراً ولا تتعجل. فقد ينظر إلى التعديلات العاجلة وكأنها إهانة لمن سبقك. وقد تواجه تغييراتك المقاومة من المرؤوسين.
- وغالباً ما يلجأ المديرون الجدد إلى التماس المشورة من رؤسائهم ولا يلجئون إلى مرؤوسيهم، مع أن لديهم الكثير من الكثير، وهم الذين سيقوم أداؤك في النهاية بأدائهم.
- وإذا أرادت أن تكون قدوة حسنة لمرؤوسيك، ابدأ عملك دائماً في المواعيد الرسمية المحددة.
وخلال الشهرين الأولين احرص على عقد جلسات حوار مع مرؤوسيك. ولا تفعل ذلك في الأسبوع الأول، لتعطيهم فرصة للتعرف عليك. وأن تعقد هذه الجلسات في مكتبك بهدف تنمية طرق اتصال بينك وبينهم. واعط اهتمامك جيداً لما يقولون. وحاول التعرف على ميولهم واتجاهاتهم وطموحاتهم واجعل بينك وبينهم نوعاً من الألفة. وستكتشف في الشهور الأولى أن مهارتك الفنية ليست في درجة أهمية علاقاتك الإنسانية.