الصعايدة أهم.. “فاطمة” تستبدل القبح بالجمال وتحول “الخردة” إلى ديكورات وتحف
بالفن يمكنك أن تتحدى كل شىء، هذا ما أثبتته الدكتورة “فاطمة بكر” السيدة الصعيدية، التى تمردت على كافة العادات والتقاليد وقررت أن تدرس الفن فى كلية “التربية النوعية” وتحديدًا بقسم النحت، نشأتها بمحافظة أسيوط التى تحوى الكثير من ملامح الطبيعة كالجبال والخضرة والمياه العذبة جعلتها تنظر للأشياء بقدر الإبداع التى رأته فى طبيعة مدينتها، وتفكر فى كيفية إضافة لمسة مختلفة إليها.
“الخردة” كانت أساس مشروع الدكتورة فاطمة، لتطبيق ما درسته فى مجال صناعة الديكورات الفنية الثابتة والمتحركة، وقررت أن تفتش عن الجمال فى قلب القبح وتحول الخردة إلى قطع من التحف والأنتيكات، وبالفعل نجحت فى مشروعها حتى أصبحت أول امرأة فى الصعيد تهتم بإعادة تدوير الخردة بشكل إبداعى.
وعن حكاية عشقها للخردة قالت: بمجرد تخرجى فى كلية التربية النوعية قسم النحت، بدأت في تحضير لرسالة الماجستير فى آلية تحويل الخردة إلى تحف وإنتيكات، وأضافت “فاطمة بكر” خلال تجهيزى للرسالة التى تم اختيارها تحت عنوان “المقومات التشكيلية بخردة الحديد وكيفية الاستفادة منها لعمل نماذج نحتية” وجدت أن الفكرة متميزة وموضوع البحث جديد ولم يتم العمل على تنفيذه فى الصعيد قبل ذلك سواء فى المجال العملى أو النظرى.
وأشارت فاطمة، إلى أنها قامت بتصميم عدد من التحف التى تم استخدامها فيما بعد فى ميادين مختلفة بمحافظات الصعيد، منها نموذج نحت لجسم الحصان، حيث تم تجسيده بالكامل من الخردة بعرض 2 متر وارتفاع 80 سم، وأضافت: “بدأت البحث عن مكونات جسم الحصان وإبراز جمال عضلاته وهذا التصميم يقبع اليوم فى أحد ميدان أسيوط”، وعن التحديات التى واجهتها بسبب العادات الصعيدية قالت:زوجى ساعدنى على تحدى العادات والتقاليد فى الصعيد، خاصة أن الفكرة تلزم عليا النزول لأماكن تجمع الخردة والروبابيكيا، مؤكدة إلى أن ما قدمته من فن فى حد ذاته تحدى للعادات والتقاليد”.
وتابعت:”لن أجعل الأمر يقف على حصولى على رسالة الماجستير ولكن سأعتبرها بمثابة بداية للانطلاق الحقيقى لتوظيف الخردة ومخلفات الحديد فى أشكال أخرى جمالية كالتحف والانتيكات التى يمكننا وضعها بين جدران البيوت ومنها ما سوف يكون ثابت ومنها ما يمكن أن يتحرك، بالإضافة إلى أن أسعار القطع ستكون مناسبة للجميع”.