الطبع الفردي والطبع الاجتماعي 2من اصل3

الطبع الفردي والطبع الاجتماعي 2من اصل3

الطبع الفردي والطبع الاجتماعي 2 من اصل 3
الطبع الفردي والطبع الاجتماعي 2 من اصل 3

على أننا إذا بحثنا الدوافع، ولاسيما الدوافع اللاشعورية لمثل هذه الأمارات أو الخواص السلوكية فإننا لنجد أن الصفة السلوكية تطابق خصائص طبع متباينة كل التباين ولا حصر لها. إن سلوكاً جريئاً يمكن أني سببه الطموح بحيث إن شخصاً ما يجازف بحياته في مواقف معينة لكي يشبع رغبة في أن يكون محط إعجاب الآخرين. على أن حوافز إجرامية أيضاً يمكن أن تكون الدوافع؛ وفي مثل هذه الأحوال ينشد الشخص المذكور الخطر لأنه، عن وعي أو لا وعي، لا يعد حياته ثمينة ويريد أن يدمر نفسه. هذا ويمكن أن يكون الأساس لسلوك جريء فقر في الخيال أيضاً، ليس غير؛ وفي هذه الحال يبدي الشخص المذكور شجاعة لأنه لا يعرف الخطر الذي يحيق به ويهدده. على أن شخصاً ما يمكن أن يكون في آخر الأمر مدفوعاً بانكبابه على فكرة من الأفكار أو شيء يعزي المرء إليه بالمعنى التقليدي سلوكاً جريئاً. ومن الناحية السطحية يكون السلوك في كل الحالات هو نفسه رغم الدوافع المختلفة. وأقول “من الناحية السطحية” إذ حين يمحص المرء سلوكاً كهذا فإنه ليتبين أن الدوافع المختلفة تؤدي إلى فروق دقيقة، على أنها مهمة في السلوك. وعلى هذا فإن ضابطاً ما، مثلاً، سيسلك في المعركة سلوكاً متبايناً كل التباين في مواقف مختلفة، على قدر ما يبين ولاؤه لفكرة ما أو طموحه دوافع شجاعته. ففي الحالة الأولى يحتمل أنه لن يهاجم إذا لم يكن للمخاطر والمجازفات علاقة بالأهداف الحربية التكتيكية. أما إذا كان دافعه غروره ففي الإمكان أن يعميه هذا الولع عن الأخطار التي تهدده وتهدد رجاله. “فالشجاعة”، الصفة السلوكية عنده، تمثل في الحالة الأخرى مصدر قوة مريباً. والتقتير مثال آخر. إن في وسع شخص ما أن يمسك يده لأن وضعه الاقتصادي يتطلب ذلك؛ وفي إمكانه أن يكون مقتراً لأنه ذو طبع بخيل، والبخل بالنسبة له غاية ذاتية بصرف النظر عما إذا كان هذا ضرورياً له في الواقع. وهنا أيضاً ستسبب الدوافع شيئاً من الفرق في السلوك.

m2pack.biz