الطفل المدلل.. معاناة في الصغر وشقاء في الكبر
نسمع كلمة “طفلي مدلل” من كثير من الأمهات، اللاتي رغم ضجرهن من ذلك الدلال (الدلع)، أشعر بأنهن سعيدات بدلال أطفالهن، ربما لأن طريقتهن في التربية هي السبب الرئيسي في أن يكون الطفل مدللًا ويفسده الدلال!
من هو الطفل المدلل؟
· يطلب أشياء كثيرة غير ضرورية وغير منطقية.
· يبدو قليل الصبر وسريع الغضب عند رفض طلباته وقد يظهر بعض العنف كالضرب والركل وشد الشعر.
· تصيبه نوبات من البكاء “دون دموع” عند عدم تلبية ما طلبه.
· يبدو كثير الملل ومتذمر.
· يحب أن يكون محط انتباه الجميع.
· يظهر عناده خصوصاً فيما يتعلق بواجباته ومهامه.
الانعكاسات المستقبلية للدلال الزائد
تكبر السلوكيات وتنمو مع أطفالنا، لذلك فإن ارتكب الطفل سلوكاً غير صحيح ولاقى تجاهلًا شديدًا، فقد ينتج شخصاً غير سوي عند الكبر.
لذلك فلا تتجاهلي عزيزتي الأم سلوكيات طفلك، ولا تعتمدي على كبر سنه في تغييرها. قد يصبح الطفل المدلل طفلاً غير محبوب في المدرسة مثلاً؛ لأن من ضمن صفات الشخص المدلل هي الأنانية والسلطوية. وبالتأكيد لن يكون شخصاً محبوباً في جامعته أو في عمله، وسيواجه الكثير من المشكلات الاجتماعية؛ بسبب صفات “الدلع” الذي نما معه منذ طفولته.
الأطفال المدللون هم أطفال غير سعداء؛ بسبب ميلهم للملل وعدم رضاهم بسهولة.
دراسة حالة
يزيد ارتباط الطفل المدلل بأمه واعتماده الكلي عليها في الأكل مثلاً أو في ارتداء ملابسه، أو جمع ألعابه بعد الانتهاء منها، بل إن هناك حالة قابلتها لفتاة تبلغ من العمر خمس سنوات، كانت تقف عند باب الثلاجة وتبكي وتصرخ ليأتي أحد أفراد الأسرة ويناولها زجاجة المياه! كانت تلك إحدى الحالات موضع دراستي، وأخبرتني أمها عن المشكلة بقولها: “كل ما تطلبه يُجاب على الفور، وإذا تم تأجيل تنفيذ الطلب -وليس رفضه- تقوم الطفلة بالبكاء الهيستيري، وإذا حاولت الأم تجاهلها تضع الطفلة يدها في فمها وتتقيأ كمحاولة للابتزاز والضغط؛ لتلبية طلبها فوراً دون تأجيل”.
لقد أثبتت تلك الحالة كل المضاعفات التي سبق لي دراستها بأن الأطفال المدللين هم أطفال غير سعداء، فإن تلك الطفلة تقضي يومها في الحضانة وحيدة متذمرة دون أن تشارك أصدقاءها في أنشطتهم في اللعب أو التعلّم، بالإضافة إلى ظهور السلوك العدواني عليها بشدة مع من يحاول اللعب معها.
اقرئي أيضًا لماذا يجب أن تتوقفي عن الصراخ في أطفالك؟
إذا كان طفلك يقوم بكل تلك التصرفات فجهزي نفسك لتقويم سلوك طفلك المدلل.
لكن قبلها عليكِ الاعتراف بأنكِ أو والده أو كلاكما السبب الرئيسي في ذلك الدلال والدلع، لذا فعليك الصبر في تقويمه ليصبح لهذا الدلال شكل آخر أكثر نضجًا وفائدة لطفلك.
كيف تقوِّمين سلوك طفلك المدلل؟
· لا تخضعي أبداً لنوبات الغضب والبكاء وتختاري الحل الأسهل فتشتري له ما سبق له طلبه ورفضتِه.
· اشرحي سبب رفضك لطلبه بهدوء وحزم دون عصبية وصوت مرتفع ودون ارتخاء شديد في طريقة الكلام.
· أخبريه بأن ليس كل ما نراه نشتريه، وليس كل ما نطلبه يمكن أن ينفذ، ولتكن جملة يحفظها ويرددها.
· ضعي قواعد ثابتة في البيت وخارج البيت، ولا تسمحي أبداً بالحياد عنها، ليتعلم طفلك الالتزام بالاتفاقيات التي عقدتِها معه.
· حاولي أن تجعليه يعتمد على نفسه أكثر، يلعب بألعابه وحده، ويقوم بترتيب ألعابه بنفسه.
· إذا حاول جذب انتباهك وأنتِ تتحدثين مع أحد، امنحيه حضناً وقبلة، وإذا استمر بمحاولاته اطلبي منه أن يلعب في غرفته أو يفعل شيئا يحبه، أما إذا استمر في إلحاحه أو بكا يمكنك أن تخبريه بأنك تعرفين أن لديه شيئا مهما يقوله لكن لا بد أن ينتظر حتى تنتهي من الحديث مع الكبار.