2 من أصل 3

وأصبحت أكثر حظا من السيطرة والقوة واقتضاء الطلبات. فإن نبهها أحد إلى هذا كانت تتهمه بأنه يفضل أن تكون ضعيفة سلبية خائفة مريضة مرة أخرى. وأعلنت أن ذلك أصبح أمرا مرفوضا فإنها الآن أكثر استقلالا.

ولكن كانت هناك نزعة متطرفة في هذا الكفاح نحو الحرية والاستقلال. فقد كان آدم منشغلا بكثرة ما تقوم به ماريا من أعمال كانت تعيد تجميل الشقة، وتشتري المزيد من الملابس، كما اشترت سيارة جديدة، وكانت تريد الخروج في كل ليلة. وأصبحت أقل كبحا لعواطفها، وأقل خجلا، لقد كان هناك شيء أكيد من البرود وقلة الحساسية نحو الآخرين في سلوكها بل إنها بدت أحيانا وكأنها تغازل بعض أصدقاء مما أثار شعوره بالغيرة. ومع ذلك كانت حياتهما معا من جوانب أخرى أسعد وأكثر امتلاء من حياتهما السابقة على أي صورة. وكان يرغب –على الرغم من ذلك –في أن ينقص قليلا ابتهاجها الزائد واستقلالها الحاد، وأن تتدبر عواقب سلوكها نحو الآخرين في بعض الأحيان. فكان أمره أشبه بالأب الذي يرعى ولده مراهقا متحمسا مراهقا يثير الإعجاب والإشفاق معا. ولم يكن أمام المرء إلا أن يتأتى للأمر وألا يدعه يفلت من يده.