العاصمة الجديدة المقترحة 2 من 3
الزمن بشكل تراكمي وليس تطويراً بالمفهوم التخطيطي، فشكل القاهرة الحالي نتج عن طريق تلاحم وتداخل فلسفات ونظريات
وحضارات مختلفة على فترات متباعدة، وساعد على ذلك طول عمرها كعاصمة للبلاد والذي يزيد عن آلف عام.
هل سنظل نكرر نفس المنهج وتظل القاهرة تنمو عن طريق إضافات تراكمية، والتي تؤدي إلى استمرار نمو
القاهرة دون حدود لهذا النمو، وهل تستحق القاهرة أن تظل عاصمة ..؟ هل نحن في حاجة إلى عاصمة جديدة ..؟ لماذا ..؟
الإجابة قاطعة ولا تحتاج إلى جدال، وتقريبا لن يختلف عليها أثان، فنحن في حاجة شديدة إلى عاصمة جديدة،
وهذا الأمر نادر به الكثيرون من المتخصصين في
النصف الثاني من الستينات والثمانينات وتناولته الدراسات بشكل مستفيض في العشرين عامة الماضية .
ومن ناحية التجارب فهي كثيرة مثل الهند والبرازيل وأخيراً إيران التي اتخذت قرار نقل العاصمة منذ عامين .
والسؤال الأمم لاذا نحن في حاجة إلى عاصمة جديدة..؟ الإجابة على هذا السؤال هي المعيار الحقيقي لتقييم المقترح
الحال يللعاصمة الجديدة . في البداية يجب أن نقول أن العاصمة ترتبط بمصر وليس بالقاهرة . فعندما نقول عاصمة جديدة،
وجب علينا أن تكون دراساتنا لمصر وليس للقاهرة والتي اختزلنا فيها مصر لعشرات السنين، خطأ كلفنا الكثير.
مرت القاهرة بخمس مراحل أساسية للامتداد الحضري، أولها كان حتى 1917 شهدت فيه المدينة ميلاد الضواحي الجديدة مثل
المعادي ومصر الجديدة وتلي ذلك مرحلة ما بين (1917 – 1950 )
حيث شهدت المدينة نمواً محورياً في الاتجاه الجنوبي الغربي، الشمالي والشمالي الشرقي والمحور الجنوبي الشرقي، ومن ثم جاءت
المرحلة الثالثة (1950 – 1986 ) والتي شهدت تغيرات سياسية وإيديولوجية أثرت بشكل مباشر على طبيعة العمران وانتشرت
مشروعات الإسكان العام مع زيادة في الزحف العمراني على الأراضي الزراعية في شكل إسكان غير رسمي، كانت المرحلة
الرابعة أكثر استقراراً من حيث النمو العمراني الأفقي (1986 – 1995 )