العالم يشهد أمثال هذه الحوادث كل شروق شمس
– آه يا مسيو عامر، تقول إن الإسكندرية ليس كمثلها شيء؟ كلا لم تعد كما كانت على أيّامنا، الزبالة ترى الآن في طرقاتها! قُلتُ بإشفاق: عزيزتي، كان لا بُد أن تعودَ إلى أهلِها. قالت بحِدّة: ولكنّنا نحنُ الذين خلقناها. – عزيزتي ماريانا ألا تشربين كأيّام زمان؟ – كلّا، ولا كأس واحدة، عندي ضغط من الكلى. ما أجمَل أن نُوضَع في متحف جنبَاً إلى جنب، ولكن عِديني بألّا تموتي قبلي. – مسيو عامر، قتَلَت الثورة الأولى زوجي الأوّل، أما الثّورة الثانية، فجرّدتني من مالي وأهلي، لماذا؟ – إنكِّ مستورة والحمد لله، ونحنُ أهلُك، والعالم يشهد أمثال هذه الحوادث كل شروق شمس. -يا له من عالم! – ألا نُغيّر المحطة الإفرنجيّة؟ – عدا ليلة أم كُلثوم فلا محطة غيرها! – أمرك يا عزيزتي. – خبِّرني لماذا يُعذّب الناسُ بعضَهم البعض، ولماذا يتقدّم بنا العُمر؟ ضحِكتُ دون أن أنبس.
نجيب محفوظ