العثمانيون
يؤرخ لليمن الحديث بمحاولات دخول العثمانيين إليها، وذلك في القرن السادس عشر الميلادي في الوقت الذي كانت فيه الدولة الطاهرية مفككة، لدرجة بقيت عدن فقط بيد الملك عامر بن داوود، فدخل العثمانيون اليمن عن طريق عدن وتهامة واتخذوا مقراً إدارياً لهم في زبيد، بينما كانت مرتفعات شمال اليمن مستقلة ويحكمها الإمام يحيى شرف الدين أحد الأئمة الزيديين.
حدث خلاف بين الإمام يحيى وابنه المطهر في عام 1947، الأمر الذي دفع الابن إلى التوجه للسلطة العثمانية ووعدوه بمساعدته حال تقريرهم السيطرة على المرتفعات الشمالية، وبالفعل استطاع العثمانيون بقيادة أويس باشا وبمساعدة المطهر وأنصاره التحكم في تلك المرتفعات وقلدوا المطهر لقب بك وولوه إماماً على كل من عمرا وثلا، إلا أن المطهر لم يلبث أن قاد حتى تمرد على السلطة العثمانية ولكنهم استطاعوا إخماده والسيطرة على كامل أجزاء اليمن مرة أخرى.
استمرت مقاومة اليمنيين بقيادة الأئمة للعثمانيين حتى القرن الثامن عشر، حيث استطاع أكثر من إمام الاستقلال بأجزاء من اليمن وإقامة ممالك مستقلة، دون وجود عثماني يذكر في اليمن، وذلك حتى القرن التاسع عشر عندما سقطت الدولة القاسمية واستطاع العثمانيون تأسيس ولاية لهم في اليمن بعد ضم صنعاء، ولكنهم مع ذلك لم يستطيعوا إحكام السيطرة على المناطق الريفية حيث تعيش القبائل.