العريضي ل «القدس العربي»… تحدثنا في موسكو عن جرائم بشار الأسد واجتهدنا لإعادتها إلى «جنيف»
العريضي ل «القدس العربي»: تحدثنا في موسكو عن جرائم بشار الأسد واجتهدنا لإعادتها إلى «جنيف»
دمشق – «القدس العربي»: قال المستشار السياسي للهيئة العليا للتفاوض والناطق الرسمي باسمها الدكتور يحيى العريضي ان اجتماع وفد الهيئة مع وزير الخارجية الروسي ومندوبين عن وزارة الدفاع الروسية أثمر عن تغير الموقف الروسي تجاه المعارضة بكليتها، وأوجد نوعاً من القبول بالتواصل المستمر بين موسكو ووفد الهيئة العليا للتفاوض، وكسر الجليد حيث بدد الاجتماع الهالة السوداء المرسومة حول المعارضة السورية، فيما قدمت موسكو خطابا متوازنا له مصداقية مبنيا على حقائق وثوابت.
وقال العريضي في حوار مع «القدس العربي» ان موقفنا كان نابعاً من حالة قوة من منطق صاحب الحق، وتمحور حديث وفد الهيئة في تبيان أمور حساسة واهمها بأن الصراع في سوريا ليس صراعاً على سلطة او صارع معارضة ودولة، وانما شعب يقاوم سلطة استبدادية، مؤكدين على ان ممثلي المعارضة «لا يوجد بينهم طامع بسلطة او كرسي وانما نقوم بهمة تقتضي مقاومة سلطة متسلطة على رقاب السوريين».
وعن البحث في مصير بشار الأسد قال العريضي «استفضنا في الحديث عن بشار الأسد وعن جرائمه دون هوادة، ولم يتم اعتراض حديثنا، او حتى ثنينا عن ذلك بعكس ما روجت له موسكو سابقاً، مضيفاً «من يقبل منا – كسوريين- بوجود شخص تسبب على مدار سبع سنوات بالكارثة السورية وما حدث لسوريا، فهل يعقل ان يقبل سوري ببشار الأسد؟».
اما عن الأمور التي استفاض وفد الهيئة في شرحها فتلخصت برؤية جديدة حول الحالة الكردية واتفاق خفض التصعيد الذي بات في مهب الريح، ووجوب تفعيل الدور الروسي الذي اخذ شكل الضامن، وأشار العريضي إلى أن هناك «توازناً بالطرح الذي شمل جميع الجوانب السورية خلال أربع ساعات متواصلة».
وأكد العريضي ان وفد الهيئة لم يعط قراره بشأن حضور اجتماع سوتشي بل أجّل البت فيه إلى حين الانتهاء من المباحثات المرتقبة في فيينا، مضيفاً «هناك مسعى روسي لترجمة فعلها العسكري إلى جني سياسي وتصورت موسكو انها ستصل إلى هدفها من خلال «سوتشي»، فيما اجتهدنا لاعادة روسيا إلى الالتزام بالقرارات الدولية، ومسار «جنيف» مؤكدين انه لا مجال لان تفرغ موسكو القرارات الدولية من مضمونها، حيث عملنا باتجاه معاكس تماماً، بهدف افراغ اجتماع سوتشي من مضمونه».
وأوضح ان وفد الهيئة أوصل لموسكو رسائل سياسية محملة بالايضاحات حول مؤتمر سوتشي المزعوم وتركيبته وبنيته الأساسية ودفع روسيا إلى الالتزام بالقرارت الدولية ومسارات جنيف، وخاصة ان سوتشي يتجاوز القرار الدولي الذي نص على ان يكون الحوار الوطني حوار «سوري سوري» بيد ان ما يجري التخطيط له من قبل موسكو «الجهة الراعية» لمؤتمر سوتشي لا يراعي «البيئة الشرعية اللازمة» وهو تجاوز للقرارت الدولية التي يؤكد على ان تكون الجهة الراعية والناظمة للمباحثات، سورية بحتة.
مفارقة وجهها العريضي لضابط روسي برتبة فريق، وهو مندوب عن وزارة الدفاع، حيث قال المتحدث الرسمي باسم وفد الهيئة خلال حديثه مع «القدس العربي»: توجهت بالسؤال إلى فريق روسي «ان مناطق خفض التصعيد تشهد المفارقة العجيبة، فبينما نحن حريصون على انجاحكم ضمن مناطق خفض التصعيد فإن الجهة التي تؤمنون لها الحماية هي من تحرص على افشالكم ونسف الاتفاق الذي ابرمتموه مع المعارضة».
ودلل العريضي على اهتمام موسكو بمواقف وفد الهيئة العليا للتفاوض بحرصها على استمرار المباحثات مع الوفد، حيث طلب لافروف بشكل رسمي من وفد المعارضة التواصل المستمر والتنسيق الدائم، مرحّباً بأي ملف تطرحه المعارضة للتشاور والبحث، الأمر الذي رأى فيه العريضي تطوراً وتغيراً مذهلاً سوف يحدث فارقاً في الملف السوري، مؤكداً ان «الثعبان الروسي لن يغير سياسته ولن ينقلب إلى حمل وديع لكن الاجتماع أسفر عن نقلة نوعية وأحدث تغييراً كبيراً».