العقل 1 من اصل2

 العقل 1 من اصل2

العقل 1 من اصل2
العقل 1 من اصل2

يمكن أن نعفي أنفسنا من ذكر العقل إذا ما عددنا العوامل القادرة على التأثير على روح الجماهير. ولكننا سنتحدث عنه كعامل سلبي لا كعامل إيجابي في التأثير.

كنا قد برهنا على أن الجماهير لا تتأثر بالمحاجات العقلانية، ولا تفهم إلا الروابط الشاذة أو الفظة بين الأفكار. ولهذا السبب فإن محركي الجماهير من الخطباء لا يتوجهون أبدًا إلى عقلها وإنما إلى عاطفتها. فقوانين المنطق العقلاني ليس لها أي تأثير عليها(3). فلكي نقنع الجماهير ينبغي أولًا أن نفهم العواطف الجياشة في صدورها، وأن نتظاهر بأننا نشاطرها إياها ثم نحاول بعدئذ أن نغيرها عن طريق إثارة بعض الصور المحرضة بواسطة الربط غير المنطقي أو البدائي بين الأشياء. وينبغي أن نعرف في كل لحظة كيف نتراجع، ثم ينبغي بشكل خاص أن نخمن في كل لحظة العواطف التي نولدها. إن هذه الحاجة لتنويع الخطاب الموجه للجماهير طبقًا للأثر المتولد في اللحظة التي نتحدث فيها يمنع مسبقًا كل خطاب مدروس أو محضر بشكل جاهز. فالخطيب الذي يتبع فكره الخاص وليس فكر المستمعين يفقد بسبب ذلك وحده كل تأثير.

إن الناس المنطقيين المعتادين على سلسلة المحاجات العقلانية الصارمة نسبيًّا لا يستطيعون الامتناع عن استخدام هذا النمط من الإقناع عندما يتوجهون إلى الجماهير. وهم يصابون بالدهشة والاستغراب دائمًا لأن كلامهم لا يلقى أي صدى لدى الجماهير. يقول أحد المناطقة: “إن الانعكاسات الرياضية المعتادة المرتكزة على القياس، أي على روابط التماثل والتشابه، هي ضرورية… فالضرورة تجبر حتى الجماهير غير المنظمة على القبول إذا كانت هذه الجماهير قادرة على فهم القياس أو الروابط بين أشياء متشابهة ومتماثلة”. لا ريب في ذلك. ولكن الجماهير غير المنظمة على القبول إذا كانت هذه الجماهير قادرة على فهم القياس أو الروابط بين أشياء متشابهة ومتماثلة”. لا ريب في ذلك. ولكن الجماهير ليست قادرة على فهمها، مثلها في ذلك مثل الكتلة غير المنظمة، وليست قادرة على سماعها.

m2pack.biz