العلماء في العصر العباسي
شَهد العصر العباسي نهضة غير مسبوقة في العلم والعلوم والفنون وازدياد عدد العلماء، خاصة في عهد الخليفة هارون الرشيد، الذي حقق للخلالفة العباسية استقرارًا سياسيًّا واجتماعيًّا، بعد أن خاضت رحلة من القلاقل والنزعات، ودعم العلم والعلماء ماديّا ومعنويّا، وقرّب العلماء إليه، وأعطاهم حريّة الرأي والتعبير والجدل والحوار، فكان أن صارت الدولة العباسية مركز العلماء في العصر العباسي، وقبلة لطلاب العلم من أنحاء المعمورة، فكانت المساجد تعقد حلقات علمية لتدريس هؤلاء الطلبة، كما جذبت إليها رجل الدين والمهندسين والأطباء وغيرهم من العلماء.[٢]
وممّا أسهم أيضا في بروز العلماء في العصر العباسي أن هارون الرشيد أنشأ مكتبة بيت الحكمة، التي زوّدها الكتب والمؤلفات المختلفة من كافة العلوم، من مختلف بقاع الأرض كفارس والهند واليونان والأناضول، وترك لابن ماسوية الإشراف عليها، وكانت كبيرة لتتسع إلى غرف خاصة للكتب، وأخرى للمحاضرات، وغيرها للمترجمين والناسخين والمجلدين.[٢]