العمارة والعمران والاستدامة1من اصل2
بين الفكر (ألفر والكر)
وبين الكفر: (الكر والفر)
يمر المجتمع الدولي أجمع ومصر والعالم العربي بمرحلة في غاية الدقة من مرحلة التحولات والتحديات وأولويات
التنمية المستدامة، تتباين أوجه التحول من ثورات شعبية وفتح مساحات من الديمقراطيات والعدالة الاجتماعية،
وثورات تتقبلها مرحلة التحول ولابد من المواجهة واتخاذ قرار بالعمل مهما كان الثمن وهي المرحلة التي تعيشها
المنطقة حالياً منذ عام 2011 في كل المجالات ومنها العمارة والعمران وحلم حضارة المستقبل والتي تتطلب أن
نتقبل كل ما يطرح من أفكار ومبادرات ولا تؤخذ فيها قرارات وأن نتفهم أن ما تحتاجه المرحلة هي مرحلة بناة
الحضارة ثم تأتي مرحلة بناء الحضارة ولأن المنطقة تمر بحالة من بناء التحول، وهي فرصةتاريخية لإعادة صياغة
المفاهيم يحدث فيها جدال على كل المستويات ما بين دعاوي تمكين الشباب والفكر (الفر، والكر) وما ينتج من حوار
بديمقراطية البحث العملي وتكامل النظريات وشفافية القرارات والأخذ بكل ما يقدمه العلم والعلماء من تقنية
وابتكارات وإبداع لتحقق سبل الاستدامة والمستقبل الواعد الواثق. وبين دعاوي الكفر (الكر، والفر) والتي تريد تحجيم
كل انطلاقة وهي “حق يراد به باطل”. بقصور النظر وتكفير المجتمع والعلم. والعودة لتفسيرات لا تسمح للحار
والنقاش بمساحة، ويتم مصادرة كل ما يمكن أن يختلف مع النظرة القاصرة المحدودة. ودون فهم أن الشريعة ثابتة
وأن الفقه متغير يتقبلمستجات العصر من علم ومعطيات وعرف لاستدامة الحياة.
الأمثلة متعددة ما بين وبين وليكن مثال استدامة العمارة والعمران وتوسعة الحرم المكي والاختلاف بين متطلبات
أداء النسك ورومانسية الحفاظ على طابع مكة المعماري والحضاري. فمع زيادة متطلبات الحج والحجيج يتم إزالة
مساحات من عمران وعمارة موروث قد نميل المعماريون برومانسية الحفاظ عليه. ولكن استدامة الركن الخامس
من الإسلام يجعل من التفقه في توظيف العلم والتقنية وبناء الأبراج وتكيف الحرم واستخدام السلالم المتحركة وقطار
المشاعر سبباً في تغير بيئة مكة بما يعظم من أداء الفريضة ويسمح بزيادة الأعداد بأمن وأمان.