العناصر المعمارية العربية الإسلامية في عمارة حسن فتحي3من اصل6
وهذا المفهوم أشار إليه وقال إنه ليس المقصود هو البناء بالطين واستخدام القبة فقط، وإنما المقصود والمفهوم الحقيقي لنظريته هو معالجة سبل المعيشة، ومعالجة المناخ. ومعالجة المادة، وإذا استطاع مهندس معماري أن يربط بين مواد البناء والمناخ والبيئة، والناس والاقتصاد، وأن يخرج منها بعمل، فلا يستطيع أحد أن يقول عنه سوى أنه نابغة، حتى لو رأى بعض الناس أنه مخطئ في بعض الأمور.
إنها عمارة البيئة التي جاءت معالجة لمشكلات الواجهات والصوت، والحرارة والمناخ، فرأينا استخدام ملاقف الهواء، وهو حل موجودة في العمارة العربية الإسلامية، ومعالجة الإضاءة في المناطق الشديدة الحرارة، واختيار مواد البناء التي تتناسب مع طبيعة الجو والمناخ، فالمواد المحلية المستخدمة لديها خاصية الاحتفاظ بالحرارة في الشتاء وتساعد على تلطيف الجو في الصيف، كما أن الفناء الداخلي أو الحديقة الخاصة التي يتجمع فيها أهل البيت كلهم تقوى من الروابط الأسرية، وتزيد بالتالي من الشعور بالانتماء إلى الأرض والمجتمع، ويعتبر المسكن مريحاً، يشعر فيه بالخصوصية، وتوفير حديقة خاصة أو فناء خاص بكل مسكن حيث ينمو الشعور بالجيرة، ومراعاة الجار، وبالتالي الإحساس بالانتماء، وكامتداد للفناء الداخلي الذي له جذور في العمارة العربية الإسلامية والمسكن العربي الذي نشأ فيه، استعان فتحي بالعناصر المعمارية في عمارة األغنياء بالقاهرة القديمة، لتطبيقها في عمارة الفلاحين، أو كما يسميها عمارة الفقراء في القرية الجديدة، لقد دخل في موضوع البيئة… وحرارة الموقع، وكيفية المساعدة على حركة الهواء في داخل السكن. فيقول: إنه كلما زادت نسبة مساحة الفتحة التي يخرج منها الهواء إلى الفتحة التي يدخل منها، زادت سرعة الهواء في كل أرجاء المبنى، وهذا يعكس المنطق السائد الذي يحاول المعماريين فيه أن يضعوا فتحات أوسع ناحية الشمال الغربي لاستقبال الهواء من هذا الاتجاه، كما يضعون فتحات أضيق في جنوب المبنى.
ثم ينتقل إلى موضوع الملقف كأحد العناصر المعمارية للقاهرة القديمة، وإمكانية استعماله، في المباني العامة في قرية القرنة،
