العناصر المعمارية العربية الإسلامية في عمارة حسن فتحي1من اصل6

وفي استفادته من العمارة العربة الإسلامية مثلاً لم يأخذ منها إلا العناصر التي تحافظ على الشكل المعماري الممتد أفقياً فقط، رغم أن العمارة الإسلامية توسعت رأسياً، وقد وضع نفسه في نطاق ضيق عندما قال إن المساكن ذات الفناء الداخلي هي العمارة الإسلامية. مع أن ذلك لا ينطبق على عمارة الربع الذي يسكنه عدد كبير من السكان في الأحياء القديمة من القاهرة الإسلامية.

لقد كان يعي الحل الإسلامي في الارتفاعات وأشار إليه ولكنه لم ينفذه عندما قال إن المثل على التوسع الرأسي هي عمارة فترة الحكم الإسلامي ونظام الوكالات ونظام الخانات. وقال في أكثر من محاضرة، وفي أكثر من لقاء إن العمارة في هذه الفترة حلت مشاكل الطوابق المتعددة، وفي الوقت نفسه حافظت على النسق الاجتماعي في داخل الوحدات الممارية، وهو بذلك يؤكد انتماءه إلى الأرض والأصالة.

فلماذا إذن لم يتعاطف مع نظريات الارتفاعات في العمارة الإسلامية، ويقوم بتنفيذها كحل لعمارة الفقراء في المدينة، في تلك المدن التي لا تتحمل التوسع الأفقي، إن هناك شيئاً واحداً فقط يريد أن يؤكده حسن فتحي هو ثبوت صدق نظريته في التوسع الأفقي والدعاية لها.

ورغم ذلك أو بالإضافة إلى ذلك فإن حسن فتحي كان يسكن أحد المنازل الأثرية الإسلامية في درب اللبانة ذات الارتفاع الرأسي لكنه لم يستفد من هذا العنصر الهام مطلقاً، خاصة في المناطق المزدحمة وذات التجمعات الكبيرة، والتي لو وضعها ضمن اعتباره وأفاد منها نظريته، لكانت الآن أكثر انتشاراً، وأكثر معرفة بها، ولشملت نظريته عمارة الفقراء في المدينة بمشاكلها المختلفة لأنه لم يتعرض مطلقاً بفكره إلى المباني الإدارية، أو حركة المرور، أو التكنولوجيا المتقدمة، إذ أن من أهم النقائص في عمارة حسن فتحي هي ابتعاده عن البحث في المواد الجديدة للقرن العشرين.

لكنه توقف عند القباب والعمارة ذات الدور الواحد مستفيداً من بعض عناصر العمارة الإسلامية وهي القبة،