العوامل الخمسة الكبرى للشخصية4من اصل8
فإننا نطلب منه بذلك إعادة تشغيل شريط حياته ذاتيًّا
والتوصل لحكم بشأن أي العبارتين تنطبق عليه بشكل أكبر وعبر استخدام بنود وصيغ أسئلة مُختارة بعناية نستطيع الحصول على تقديرات صحيحة وموثوق
بها حول السلوكيات التي قد ينتهجها شخص ما في المواقف التي تستثير سلوكيات مرتبطة بسمة معينة. يقول “سيمور إبستين” (١٩٩٧ صفحة ١٤): “لو كانت
شخصية المرء تتصف بعدم الاتساق لأصبح السلوك الإنساني شيئًا يستحيل التكهن به لكان يمكن للمرء أن يختار شريك حياته عشوائيًّا من دليل الهاتف ولأصبح
مفهوم المسئولية بلا معنى ولسجن الناس وحرروا من السجون عشوائيًّا ولما استطاع أحد كتابة خطابات تزكية ولصار وصف أحدهم بأنه حي الضمير أو
متعاون أو عدواني أو يفتقر لحس الدعابة… إلخ شيئًا لا معنى له حيث إنه لا توجد لأي سمة من هذه السمات قيمة فيما يتعلق بتوقع سلوكيات المرء”.
ويحظى مفهوم السمة الشخصية بقبول واسع في يومنا هذا؛ فالسمة هي بعد من أبعاد الشخصية تشبه المتسلسلة فالاختلاط سمة تصف متسلسلة من السلوك يجد الناس أنفسهم متواجدين في أي من حلقاتها؛ حيث تبدأ بالأشخاص غير الاجتماعيين مثل ” تيد كازينسكي” وتنتهي بالغوغائي مثل “هاوارد ستيرن”
مع وجود أشخاص مثلي ومثلك في المنتصف.
وثمة مدرسة فكرية معروفة ولكن منحسرة التأثير والمنعكسة في كل الأعمال الأدبية المنصبة على مؤشر أنماط مايرز بريجز (المعروفة اختصارًا باسم MBTI )
(“مايرز” و”ماكولي” ١٩٨٥) تراءى لها أن سمات من قبيل انبساطي هي سمات ثنائية القطب؛ بمعنى آخر إما أن يكون المرء اجتماعيًّا أم لا. وأنا بالإضافة إلى
العديد من الباحثين ممن استُشهِد بأبحاثهم في هذا الفصل يرفضون هذا التفرع الثنائي لفرط بساطته وعدم أهليته لوصف التنوع الكبير لجنسنا البشري. يشرح
“جون لوهلين” (١٩٩٢ صفحة ١١٩) ذلك قائلًا:
هناك إشكالية قديمة في نظرية الشخصية تتمثل فيما إذا كانت الشخصية البشرية مقسمة إلى تصنيفات مختلفة – أنواع الشخصية –