العين آلة تصوير متقنة 1 – 5
إن جمال العين، لا يكمن فقط في لونها، واتساق حجمها، ولكنه يتبدى على وجه الخصوص، في قدرتها على التعبير.
ومن أجل ذلك، قلما نجد خبيرا في فن التجميل لا ينصح باستخدام النظارة، إذا كانت هناك حاجة تدعو إلى ذلك. والواقع أنه من غير المجدي، تجميل العينين، على أحسن وأرقى ما يكون التجميل، إذا كانت نظرتهما جوفاء غير معبرة، بسبب عيب في الإبصار نفسه.
واليوم، فإن العدسات التي تلصق بالقرنية، تحل عل أكمل وجه، محل النظارات التقليدية، التي لا تزال مع ذلك منتشرة أكثر من غيرها، خاصة إذا كان العيب في الإبصار بسيطا، أو إذا كانت النظارة لا تستخدم إلا بصورة مؤقتة.
والغرض من استخدام النظارات، والعدسات الملتصقة، هو تصحيح خطأ انكسار الأشعة. ولكي نفهم كيف يمكن أن تحل عدسة محل العين في ممارسة وظائفها، يتعين أن نشرح في إيجاز، ماهية وكنه هذا العضو العجيب ألا وهو العين البشرية.
آلة تصوير قديمة.. قدم الإنسان:
إن العين آلة تصوير متقنة الصنع، فالأشعة الضوئية التي تنبعث من المرئيات، وتلتقي في العين عبر القرنية، مارة في الحدقة (أو إنسان العين)، التي تتوسط القزحية، وهي الحجاب الذي من شأن لونه الأزرق، أو العسلي، أو الأخضر، أن يجعل العيون تتخذ بصفة عامة، أحد هذه الألوان.
ومن وراء الحدقة، التي هي عبارة عن ثقب صغير، توجد عدسة صغيرة معلقة، تمر الأشعة الضوئية الخارجية عبرها، إلى الجدار الخلفي للعين، وهو الجدار الذي تبطنه الشبكية، وهي الغشاء الذي ينقل الصورة الضوئية إلى المخ، في صورة إحساس بالإبصار.