العُصور القديمة

العُصور القديمة

العُصور القديمة

مع أنَّ حدائق الحيوان بطرازها وهدفها الحديث المفتوح لكافَّة الناس لم تظهر حتى القرن الثامن أو التاسع عشر، إلا أنَّ حدائق الحيوانات وُجِدَت – بصورٍ مُختلفة – منذ العُصور القديمة؛ فقد أحبَّ العديد من المُلوك أو أصحاب الطَّبقات المادية العُليا على مرِّ الزمن الاحتفاظ بحيواناتٍ غريبة في منازلهم أو قُصورهم، من باب المُتعة أو الفضول لامتلاك كائنات غير اعتياديَّة. من المُحتمل أن تكون أقدم حديقة حيوان في العالم قد أقيمت في مصر القديمة قبل 3,500 عام، حيث اكتشفت ضمنَ بقايا مقبرة مدينة هيراكونبوليس أو الكوم الأحمر جنوب مصرَ عظامٌ للعديد من الحيوانات، مثل أفراس النهر والفيلة وقردة البابون والنمور، والتي يبدو أنَّ الفرعون كان يطلب جمعها لمُشاهدتها أو الاستمتاع بصيدها في قصره، كنوعٍ من الرياضة. بعد ذلك بألفي عام، أقامت الملكة المصريَّة حتشبسوت حديقة حيواناتٍ كبيرة، حيث كانت تجعل خدمها يذهبون برحلاتٍ إلى بلادٍ مختلفة (منها الحبشة) ليُحضروا لها أنواعاً فريدة من الكائنات.[٢]
على مرِّ القرون التالية، أقام العديد من المُلوك الأوروبيِّين والصينيِّين والعرب حدائق حيوان صغيرة خاصَّة بهم، ومنهم وين وانغ وقبلاي خان والإسكندر الأكبر وقسطنطين وشارلمان، لكن قليلاً منها أو أياً منها لم تكن مفتوحة لعامَّة الشعب، كما أنَّها لم تكن بالضَّرورة أماكن جيِّدة للحيوان، فقد كان من الشائع حبس الأسود في قصور الملوك لمُطاردتها وصيدها لاحقاً من باب المُتعة، كما كان من المُمكن إرسالها إلى أماكن مثل المسارح الرومانية لتُصارع البشر حتى الموت، ولم يكن ثمَّة أي نوعٍ من الدراسة العلميَّة للحيوانات داخل هذه الحدائق.[٣]

m2pack.biz