العُيون المُركَّبة
للنََحل عينان من العُيون المُركَّبة تقعان على جانبي رأس النَّحلة، وتحتوي كل واحدة من العَينَيْن على 6,900 عدسة بصريّة صغيرة، وكلّ عدسة تتكوّن من عددٍ كبيرٍ من الخلايا الحسّاسة لِلضوء، وتتجمّع هذه العدسات الصّغيرة في مجموعات يَبلُغ عددها 150 مجموعة تُدعى كلّ واحدة منها بالأوماتيديا، وترتبط كلّ أوماتيديا بالعصب البصري مُباشرةً، ولكلّ مجموعةٍ وظيفة خاصَّة: مثل تمييز الألوان، أو التقاط الضوء القُطبي، أو التقاط التحرُّكات الّتي أمامها.[٦]
تمتاز العين المُركَّبة بأنَّها قادرةٌ على تمييز حَركات يفصل بينها جزء من 300 جزء من الثَّانية؛ فإذا كانت الحركة تأخذ جزءاً من 300 جزءٍ من الثّانية فيُمكِن للنَّحلة أن ترى بِدايتها ونِهايتها، وهذه قدرةٌ تفوق قدرة العَيْن البشريّة، الّتي تستطيع تمييز حَركاتٍ يفصل بينها أقلّ من جزء من 50 جزء من الثّانية.[٦] لِلنَّحل قدرةٌ على تمييز المَوجات قصيرة المدى مثل اللون الأرجواني، والأزرق، والأصفر، وبذلك فإنَّ أغلَب الزهور الّتي تجذب النَّحل تكون مُلوّنةً بالأزرق، أو الأرجواني، أو الأصفر.[٣] لا توجد لِعيون النَحلة القُدرة على تمييز اللون الأحمر، وتوجد شُعيرات دقيقة في العَين المُركَّبة لها تُساعد على تحديد اتِّجاه الرِّياح؛ بحيث تبقى النَّحلة في مسارها الصَّحيح في الظُروف الجويَّة العاصِفة، وفي تجربة أُجرِيت في عام 1965م عندما أزيلت هذه الشُعيرات لم تَستطع النَحلة تحديد مسارها أو تَتّبع اتِّجاه غذائها.[٦]