الغرائز ومنطق الحياة

فقره3
فقره3

3من اصل3

كانت الغريزةتعتبر فيما مضى صفة ثابتة أنعمت بها الطبيعة على الحيوانات يوم تكوينها كي تسيرهافي أدوار الحياة كما يقود الراعي قطيعه، وقد عد (ديكارت) الحيوانات آلات متحركة،فعلى ما في حركة هذه الآلات من أمر غريب عجيب بدت له كشيء بسيط جدا.

ولكن لما تعمق العلماء في مباحثهم اعترفوا بتحول الغرائز التي كان يظن أنها ثابتة لا تتحول. خذ النحل مثلا ت ر أنه يقدر على تغيير قفيره عندما تدفعه الضرورة إلى ذلك،وقد جاء في مذكرة للمسيو (روبو) عرضها سنة ١٩٠٨على مجمع العلوم، وبحث فيهاعن تقدم الغريزة في زنابير أفريقيا “أن ما بين أنواع تلك الزنابير من فروق يمكننا منأن نستقرئ سلسلة تطور غريزتها التي تتجه – بادئة من الزنابير المنفردة – نحوالزنابير الاجتماعية.”

وما لاحظناه من حوادث الحشرات نلاحظ مثله في الحيوانات العليا، فهذه الحيواناتتستطيع أن تأتي بأفعال يتألف من تدوينها علم راق لو كان المنطق العقلي هو الذيأملاها، ونعد من تلك الأفعال ادخار الحيوان ما يحتاج إليه من قوة شديدة ليطير فيالهواء من غير عناء كما يشاهد في الصقور والخطاطيف … إلخ، فالطيور المذكورة تهبطمن ارتفاع كبير مطاردة طرائدها، ولأجل ذلك تطوي أجنحتها فتنزل إلى الأرض علىشكل منحن، وهي تستفيد من القوة الحادة التي نالتها في أثناء هبوطها عند صعودهاثانية  في الهواء، ومما يقدر عليه الطير أيضا هو أن ينال برشاقة ما في منحدر مجاريالهواء من قوة يلائم بها على الفور تقلبات الجو الفجائية.

 

m2pack.biz