الغموض
يُعرّف الغموض في الشّعر العربيّ المعاصر أنّه سمةٌ جماليّة تسمحُ لرصد عددٍ كبيرٍ من ردودِ الفعل الشّخصيّة حولَ كلّ قطعةٍ لغويّةٍ واحدةٍ، فيحتاج القارئ فيها إلى مكابدةٍ وتأمّلٍ طويلٍ للوصول إلى الأسرار والخبايا، وقد ظهر الغموض لاختلاف الأساليب الشّائعة في العصر فقد كان استعمال المجاز والاستعارة في اللغة يؤدّي إلى الغموض الجزئيّ الّذي يُدرَك بعد التّأملِ الدّقيق، وفي العصر الأدبي الحالي أعرضَ الكتّاب عن هذه الأساليب وأتَوْا بشيْءٍ جديدٍ، وهو التّراكيب الشّموليّة الّتي تحتملُ التأويل، ووُظِّف الرّمز للغموض، فكأن الرّمز تطوّرٌ من غموضٍ بسيط إلى غموضٍ كليٍّ، وأصبح النّصّ مفتوحًا، تلغى فيه الذّات الشّعوريّة، فلا تظهر فيه الانفعالات، وينفصل فيه الكاتب عن القارئ، فتتعدّد قراءة النّص دون الوصول إلى مضمونه. [١]