الفترة الزمنية الطويلة 1من اصل2

كان العامل المشترك المهيمن على جميع الاكتشافات القائمة على المعارف هو في رأي درگر الفترة الزمنية الطويلة التي ينبغي أن تطفأ خلالها التكاليف دون أية إيرادات متصلة بها وقبل وصول المنتج إلى السوق. «يتميز الابتكار القائم على المعرفة بأطول وقت لتحقق النتائج مقارنة بجميع الابتكارات، فهناك أولاً فترة زمنية طويلة بين ظهور المعرفة الجديدة وقابلية أن تطبق على التكنولوجيا، وهناك بعد ذلك فترة طويلة أخرى قبل أن تتحول التكنولوجيا الجديدة إلى منتجات أو عمليات أو خدمات في السوق»، لأنه لا توجد طريقة مقبولة للقيام ببحث في السوق حول أمر جديد حقاً.
لم يعترف درگر بمعرفة السبب الدقيق لظاهرة الفترة الزمنية المتباطئة ، ولكن العلم قد يهتدي إلى مثل هذا الدليل على حد اقتراحه، وألمح إلى أن دراسات التاريخ التي قام بها العالم توماس کوهن Thomas Kuhn بنت انقضاء أجيال قبل أن يحدد المجتمع العلمي النموذج المقبول لديه ، وأورد مثلاً علی ذلك في التحول من النظرة العالمية وفق أريسطو Aristo ثم نیوتون Newton ثم أينشتاین Einstein کنماذج على فهم الحاجة إلى القبول.
قام درکر على سبيل المقارنة بحساب خرج منه بأن وصول اكتشاف أو إبداع إلى مرحلة الأداء التجاري الناجح يستغرق حوالي الجيل، وأورد في تأييده لهذه الفرضية عدداً من الصور كان من أبرزها أدوية السلفا sulfa إبول إير ليش Paul Erlich، وقيام تشارلز کیتيرينغ Charles Kettering بإعادة تصميم محرك رودولف دیزل Rudolf Diesel، ومنزل دایماکشن Dymaxion الذي ابتكره بكمينستر فوللر Buckminster Fuller ولم يحظ بالقبول إلا عندما استخدم مفهوم إقامة الخيام الإسمنتية والمضامير الرياضية، وانقضاء عقدين من الزمان في التطوير الذهني لصمام لي دي فوريست Lee De Forest السمعي قبل أن يصبح جزء لا يستغنى عنه في صناعة الراديو .
كانت الصورة التي يفضلها درگر لانقضاء الوقت بین الاكتشاف والنجاح التجاري هي البنسيلين الذي اكتشفه العالم الكيمياحيوي الاسكتلندي أليكساندر فليمينغ Alexander Fleming في عشرينيات القرن العشرين،