الفرد المريض والمجتمع المريض 6من اصل6
وأما الحل فاسمه الاشتراكية، أو مجتمع يتحول فيه الإنسان إلى ذات للتاريخ، ذات مدركة واعية ويخير فيه نفسه على أنها ذات لقواه وطاقاته وبذلك يحرر نفسه من الاستبعاد من طريق الأشياء والظروف. ولقد عبر ماركس عن فكرة الاشتراكية وتصورها عن تحقيق الحرية في الفقرة التالية في نهاية الجزء الثالث من رأس المال: (الحق أن مملكة الحرية لا تبدأ إلا حيث يتوقف العمل الذي يتحدد بالحاجة والمنفعة الخارجية، فهي تقع، إذاً، بحسب طبيعة الوضع ما وراء حيز الإنتاج المادي الحقيقي. ومثلما يضطر الإنسان المتوحش إلى أن يصارع الطبيعة لكي تشبع حاجاته ويصون حياته ويقلد فإن على المتحضر أن يقوم بذلك، وعليه أن يفعل ذلك في كل أشكال المجتمع وطرق الإنتاج الممكنة. وبتطوره يتوسع عالم الضرورة الطبيعية أو عالم الشيء الضروري للتطور الطبيعي بسبب الحاجات؛ وتتوسع في الوقت نفسه قوى الإنتاج التي تسد هذه الحاجات. فالحرية في هذا الحقل لا يمكن أن تقوم إلا بأن ينظم الإنسان المكيف اجتماعياً والمنتجون المتحدون تحولهم وتبدلهم هذا مع الطبيعة تنظيماً اقتصادياً مفيداً ويضعوه تحت مراقبتهم المشتركة بدلاً من أن يسيطر عليهم سيطرة قوة عمياء. وأن يتمموه بأقل مجهود وفي ظروف أكثر ملاءمة وجدارة بطبيعتهم الإنسانية. على أن هذا يبقى دائما عالم الضرورة. وفيما وراء هذا يبدأ التطور الإنساني للقدرات والذي يظهر بمظهر غاية ذاتية، ويبدأ عالم الحرية الحقيقي الذي لا يمكن أن يزدهر إلا بعالم الضرورة كأساس له)
إننا لنقترب من مسألة الاغتراب حين تقف على أقوال ماركس المناسبة. ويفسد الاغتراب، بحسب ماركس، القيم الإنسانية كلها ويخربها.