الفرد المريض والمجتمع المريض 7من اصل7
ويعلن الإنسان في مثل هذه الأحوال أن الفعاليات الاقتصادية والقيم التي تعمرها مثل (الكسب والعمل والتقتير والحصافة) أعل قيم الحياة) وحيثما يحدث هذا فلا يتأتى للإنسان أن ينمي ويطور القيم الأخلاقية الصحيحة للإنسانية التي تقوم (بغنى السريرة النقية والفضيلة وغير ذلك). ويتساءل ماركس: (أنى لي أن أكون عفيفاً فاضلاً إذاً لم يكن وجود وأنى يكون لي سريرة نقية إن لم أعرف شيئاً؟).
وفي حال الاغتراب يتوقف كل مجال من مجالات الحياة، المجال الاقتصادي والأخلاقي، على الآخر لأن (كل مجال يحدد نطاقاً خاصاً للعمل البشري المغترب، وكل مجال يكون في حالة اغتراب أمام الاغتراب الآخر) ولقد تنبأ ماركس بوضوح عجيب كيف ستنقلب حاجات الإنسان في مجتمع مغترب إلى ضعف وتبعية. وطبقاً لماركس فإن عين الإنسان في الرأسمالية، (عين كل إنسان على أن يخلق للإنسان الآخر حاجة جديدة لكي يرغمه على تضحية جديدة) لكي يضعه في تبعية جديدة ويدفعه التي طريقة جديدة للمتعة وللدمار الاقتصادي بذلك. وكل واحد يحاول أن يوجد قوة مادية غريبة فوق الآخر لكي يجد في ذلك إشباعاً لحاجته الذاتية. وبكميات الأشياء، إذاً، يتسع عالم الكائنات الغريبة التي يخضع لها الإنسان، وكل نتاج جديد هو قوة جديدة للغش المتبادل والنهب المتبادل. ويصبح الإنسان أفقر من إنسان ويحتاج إلى المزيد من المال لكي يسيطر على الكائن المعادي، وتتناسب قوة ماله مع كمية الإنتاج تناسباً عكسياً، وهذا يعنى أن فاقته تزداد ازدياد قوة المال. وعلى هذا فإن حاجة المال هي الحاجة الحقيقية التي أنتجها الاقتصاد الوطني والحاجة الوحيدة التي ينتجها. إن كمية المال تصبح كثر وأكثر صفته الوحيدة القوية.