الفكرة 1من اصل2
بمجرد أن تحدد ما تحاول القيام به ( المبدأ 2؛ حدد ما تحاول القيام به) وما تحتاج للقيام به ( المبدأ 3؛ دائماً ما يكون هناك تسلسل للأحداث)، يصبح الأمر التالي المفروض عليك القيام به هو إنجاز المهام. وهذا ما يتناوله هذا الفصل، ولكنني سأروي لك قصة في البداية.
منذ عامين، قضى ابن أخت زوجتي السابقة بضعة أسابيع في شركتنا كفترة عمل تدريبية أتاحتها له مدرسته. وبعد وقت قصير من عمله معنا، كنت أتنافس معه وسألني: ” ما الذي تقوم به هنا؟”، فأخبرته بأننا شركة تعمل بإدارة المشروعات، وأننا نقدم خدماتنا للشركات العاملة في المجالات عالية التقنية والمرتبطة بالمعرفة. فضلاً عن أننا نقدم دورات تدريبية واستشارات وندير مشاريع للعملاء، فسألني عن الدورات التدريبية قائلاً: ” ما الأمور التي تدرسونها للمتقدمين؟” أجبته قائلاً: ” حسناً، على سبيل المثال، نقول إنك في حاجة لتقسيم العمل لأعمال أصغر إذا كنت تقوم بعمل كبير”. بدا سعيداً بذلك كبداية للحديث. وتابع قائلاً: ” وماذا أيضاً؟” أجبته: ” حسناً، إننا نعلمهم أن المهام لا تتم من تلقاء نفسها”. عندها ابتسم وقال: ” هل تدرسون هذه الأمور لأشخاص راشدين؟” فأومأت برأسي موافقاً على ذلك. فعاد يسأل: ” هل تتقاضون أموالاً كثيرة على هذه الدورات؟” فقلت له: ” إنها ليست رخيصة”.
ابتسم ابتسامة عريضة وبدأ يهز رأسه وقال: ” الأفضل بي أن أعود للعمل”.
إن الأمر شديد الوضوح، فالأعمال لا تنجز إذا لم يقم أحد بها، وإذا لم يتم القيام بعدد كاف من المهام، تسوء الأمور. وفي بعض الأحيان، تسوء لدرجة كبيرة. وبوجه عام، لا يقوم الناس بعدم أداء الأعمال عن قصد منهم.