الفنون النثرية في العصر العباسي
ازدهرت الثقافة في العصر العباسي وتنوّعت؛ نظرًا لاختلاط الأجناس العربية بغيرها من الفرس والهنود، وانفتاح الثقافات وازدهار العلوم وظهور المصنفات العلمية والأدبية المختلفة التي تحمل طابعًا علميًا ذا أسس ومعايير معروفة، وشهد العصر العباسي ألوانًا من الفنون النثرية العربية التي أسهمت بدورها إلى جانب النتاج الشعري العظيم في تشكيل ذخيرة وافرة من إبداعات أهل ذلك العصر، ولعلّ من أبرز تلك الفنون النثرية التي شهدها العصر العباسي، الخطابة، والرسائل، والتوقيعات، والمناظرات[١]، وكلها تحمل طابعًا علميًا بحتًا يقوم على الجدية والفكرة المباشرة، إضافة إلى فن المقامات التي جمعت إلى طابعها المعرفي آخر هزليًا يتمثل في الجانب القصصي الخيالي الذي تقوم عليه أسس هذا الفن الذي ستوضح دلالاته، وفنياته في تعريف المقامة لاحقًا.