” الفيلم الذي لن أنساه أبدًا” : وظائف السيرة الذاتية
2 من أصل 3
إنَّ امتزاج الذكريات عن الأفلام مع غيرها من الذكريات يمكن رؤيته أيضًا في حالة أحد المشاركين وقد ربط بين فيلم ” الكريسماس الأبيض” (وايت كريسماس) ووقائع عطلة الكريسماس مثل تغليف الهدايا وتزيين شجرة عيد الميلاد.
لم تكن جميع الذكريات بمثل تلك العذوبة. فأحد المشاركين تذكَّر أنه كان يتسلل إلى دُور العرض مع أصدقاء السوء لمشاهدة أفلام أدانتْها الكنيسة الكاثوليكية (مثل “مدينة لا تعرف الشفقة” (تاون ويزاوت بيتي)). ولأن مشاهدة الأفلام كثيرًا ما تكون مع صحبة، فإن بعضًا من تلك الذكريات تكون مشتركة مع آخرين. فقد تحدَّث أحد المشاركين ممن أجُريت معهم مقابلة عن استعادة علاقته مع صديقته السابقة واستئجارهما شريط فيلم ” روميو وجولييت ” وهو محاكاة ساخرة رديئة لروميو وجولييت تتسم بالعنف كانا قد شاهداه معًا في مراهقتهما. إن مشاهدة الفيلم مرة ثانية قادت الحبيبَيْن إلى ذكريات أخرى، وساعدتهما على رؤية علاقتهما بطريقة أكثر إيجابيَّةً.
ومثل كل ذكريات السيرة الذاتية، تتسم الذكريات السينمائية بعدم الدقة فأحد المحلِّلين النفسيين يتذكَّر بوضوح فيلم ” عودة الثلاثة ” (ثري كيم هوم)، وهو فيلم إنتاج عام 1950 م، تدور أحداثه في معسكر اعتقال ياباني شاهده عندما كان صبيٍّا صغيرًا.
وعندما شاهد الفيلم مرة أخرى بعد 40 عامًا، فوجئ بوجود عناصر مهمة كان قد نَسِيها، أهمها أن الفيلم كان به صبيٌّ صغير في نفس عمره تقريبًا عندما شاهد الفيلم أول مرة. وفي الحقيقة، كانت هناك مَشاهد كثيرة بَدَتْ وكأنها صدًى لحياته الشخصية )ولع الصبي بالقرود وحمل أمه). وبصفته محلِّلًا نفسيٍّا، استنتج أن نسيانه شخصية هذا الصبي كان نوعًا من الدفاع ضد قلق حبكة الفيلم، لكن يمكن أيضًا أن يكون نتيجة لشعور أوديبي بالذنب ناتج عن استمتاعه بمَشاهد يقوم فيها الحراس اليابانيون بإبعاد المساجين الذكور، بمَن فيهم والد الصبي، تاركين النساء والأطفال وحدهم. 52