الفيلم الفرنسي (ريكي)

فقره2
فقره2

رغبة التحليق في فضاءات جديدة

2من اصل3

 

 

وتقوم بربط طفلها بحبل، ثم تسمح له بالطيران والحبل بيدها، لكن استغراقها في متابعة طيرانه يجعلها تفلت الحبل، فيحلق حتى يختفي عن الأنظار. تنتظر كاتي كثيرًا دون جدوى، وتخرج مرات للبحث عن طفلها، إلى أن تعود

في أحد الأيام والحبل في يدها، لتحتضن زوجها وابنتها، ثم يبدأ يوم جديد، تودع فيه الأب والطفلة ثم تستلقي لنعرف أنها حامل، وينتهي الفيلم عند تلك اللقطة الأخاذة لها بوجهها المتألق، وفستانها السماوي الذي تغازله إضاءة مميزة.

في فيلم (ريكي) الذي لا تتجاوز مدته ساعة ونصف، نحن أمام أشخاص منضبطين جدًا في حياتهم، كل ما يقومون به هو مجرد أشياء اعتيادية مكررة، سواء الأم، أو الطفلة، أو حتى الغريب الذي يدخل إلى العائلة، ويصبح أحد أفرادها.

هذه العائلة الصغيرة تبدو انعكاسًا حقيقيًا لمجتمع أوروبي، غارق في نمطيته، تضيق مساحات الأفراد فيه تدريجيًا، إلى درجة يبدو فيها بحاجة إلى ظاهرة غير طبيعية مثل الطفل ريكي، الذي يمثل تعبيرًا صارخًا عن الرغبة في التحليق في فضاءات جديدة، والتحرر من إسار المجتمع الذي يضبط سلوك أفراده، ويضيق مساحاتهم الخاصة شيئًا فشيئًا.

لذلك من الممكن أن يكون كل ما تابعناه قد حصل في خيال أبطال الفيلم الذين عادوا في النهاية إلى حياتهم، ولكن مع تغيير في الأدوار، فالأم تجلس في بيتها بسبب الحمل، والزوج يوصل الطفلة إلى مدرستها.

ننوه أخيرًا إلى أن مخرج الفيلم فرانسوا أوزان، استحق أن يحصل في عام 2009 على ترشيح لجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي.

 

m2pack.biz