القائد، مواصفات خاصة وإبداع غير محدود
مما لا شك فيه أن القائد من أهم الأشخاص الذين بإمكاننا إطلاق وصف أرباب العمل عليهم، وهو يختلف تمامًا عن المدير والمسئول، فمهمة القائد الرئيسية هي الإدارة وفي نفس الوقت القيام بعمل إبداعي، هل تعرفون أن القيادة أصلًا عمل إبداعي؟ حيث يُمكن لأي شخص التدرج في وظيفته كي يُصبح مسئولًا أو مديرًا لكنه لا يُمكن أبدًا أن يأخذ نفس التدرج ليُصبح قائدًا، فالقيادة شيء أقرب إلى الموهبة، ولكي نُجذم أنها موجودة في شخص ما فإن ذلك بالطبع يحتاج إلى الكثير من المواصفات الخاصة التي ربما لا تتوافر إلا بعد عناء شديد، لكن في النهاية تبقى بذرة القيادة موجودة في الشخص ويُمكن للآخرين الانتباه لها بسهولة.
ظهور القائد كان متزامنًا مع ظهور الحاجة إلى القيادة، فالناس بطبيعتهم يحتاجون إلى من يقودهم ويتولى تلبية رغباتهم، أو بمعنى أدق يتحمل المسئوليات الخاصة بهم، وطبعًا هذا الشخص الذي يطلبونه يجب أن يكون بمواصفات خاصة، فقد ذكرنا أنه ليس من السهل أبدًا أن تُصبح قائدًا، والحقيقة أنه من أهم مواصفات القائد الثقة وتحمل الأخطاء.
الثقة وتحمل الأخطاء
أن تكون أحد أرباب العمل فهذا أمر وارد جدًا وممكن، لكن أن تكون قائد ورب عمل في نفس الوقت فهذا أمر مختلف تمامًا، فقد جرت العادة على أن القائد هو الشخص الوحيد والأكثر قدرة عمومًا على تحمل الأخطاء التي يرتكبها العاملين تحت يديها، فهو يمتلك قدرة عظيمة على التعامل مع تلك الأخطاء، ليس هذا فقط، بل إنه يمتلك ثقة كبيرة في نفسه تُسهل جدًا من تلك المهمة، ولهذا فإنه عندما يتم البحث عن قائد فإن أول من يتم البحث عنهم هم الواثقين جدًا في أنفسهم.
الإبداع والتطوير والتغيير
المشكلة الكبرى التي نجدها غالبًا في أرباب العمل هي أنهم غير مُبدعين أو مطورين في أنفسهم وعملهم، وبالتالي لا يمتلكون قدرة على التغيير، لكن القائد في الحقيقة لا يمتلك تلك الصفات، بل إن الإبداع سمة رئيسية فيه، وذلك الإبداع هو الذي يقوده إلى التطوير وبالتالي التغيير، وطبعًا كل ذلك يتم بالصفة التي ذكرناها سابقًا، وهي الثقة بالنفس.
الإقناع وكسب الأتباع
من شروط القائد الرئيسية أنه لا يُصبح قائدًا إلا عندما يمتلك القدرة على إقناع الجماهير وضمهم إلى صفوفه، وما دمنا نتحدث عن أرباب العمل فإن الجماهير الذين نقصدهم هم الموظفين، والذين يُعرف عنهم في كل زمان ومكان عدم اتباعهم لتعليمات المدير واستسهال الأمور، إلا أن القائد يأتي بقدرته الكبيرة على الإقناع ويتمكن من كسبهم وضمهم إلى صفوفه بسهولة، وهذا من شأنه في النهاية الارتقاء بالعمل.
لا يتسلسل بالسلاسل
من أهم صفات القائد التي يجب أن تتوافر في كل أرباب العمل هي أنه لا يتسلسل بالسلاسل، وهي كناية عندما خضوعه للقوانين العقيمة حتى ولو كان ذلك سيُسبب له ضرر أو أذى، في النهاية كل ما يهمه فك القيود عن موظفيه الذين ينخرطون ضمن سلسلة القوانين فلا يُبدعون في عملهم، وطبعًا هو يفعل ذلك لقدرته التي ذكرناها من قبل على تحمل المسئولية كاملة، وأيضًا لكونه لا يُحب الأشياء النمطية الجامدة، وهناك ملحوظة هامة جدًا بهذا الصدد، وهي أن القائد أثناء فعله لمثل هذه الأمور يؤثر إيجابًا على العاملين تحت يديه، حيث يبدؤون في تقليده والاحتذاء به.
الإشراك في الإدارة والنظر للمستقبل
مع أننا قد ذكرنا من قبل أن القائد شخص يتخذ كافة قرارته بنفسه لكونه في النهاية قائد ومُتحكم في كل شيء إلا أنه من ضمن الصفات أيضًا أن يتم مشاركة العاملين معه في تلك القرارات، وطبعًا ليس شرط أن يأخذ برأيهم، لكنه في النهاية يُريد ترسيخ روح المشاركة وإشعار الآخرين بأن لهم دور بارز وليسوا مجرد تماثيل، وفي هذا نظر إلى المستقبل لأن أحد هؤلاء الموظفين الذين يُشاركهم في الآراء سوف يُصبح فيما بعد قائد أو مسئول، ولهذا فهو يقوم بالإعداد للأمر جيدًا.