القائد الحقيقي لا يعطي الأولوية للمنصب أو السلطة
هناك نوعاً من القادة لا تكون لديهم أية مهارة من مهارات القيادة غير أنهم يمتلكون منصب أو سلطة القيادة، وبذلك يعتقدون أنهم قد وصلوا إلى الهدف النهائي والمرحلة الأخيرة في القيادة. لكن هؤلاء الأشخاص يقفون في حقيقة الأمر على أول عتبة من عتبات القيادة، وهو المنصب أو السلطة، وهم بذلك لم يصلوا بعد للجوهر الحقيقي في خدمة الناس .
إن قادة السلطة هؤلاء، يتفرغون تماماً لتثبيت وتدعيم سلطتهم ويسخرون شتى الإمكانيات المتاحة لديهم من أجل الدفاع عن مناصبهم، ولذلك فإنهم يقومون باستهلاك وتبديد الموارد والطاقات من موظفين وأموال. ولأن تلك النوعية من القادة المزيفون يكونوا عاجزون عن إرشاد ودفع موظفيهم إلى الأمام، فإن الأوضاع قد تسوء. فليس في جعبتهم شئ سوى أنهم يصدرون الأوامر فقط هنا وهناك، دون قدرة على جعل الموظفين يلتزمون بتلك الأوامر، وفي أفضل الأحوال سوف يقومون بأداء القليل جديداً من تلك الأوامر المفتقرة للبصيرة والحكمة.
وموضع الخلل في ذلك هو أن هؤلاء القادة ينظرون إلى السلطة التي يمنحها المنصب القيادة لهم، هي الهدف النهائي والأخير، في حين أنها تمثل مجرد أداة أو خطوة أولى تمنحك إمكانية التأثير وإلهام الآخرين و خدمة الناس عن طريق مهاراتك القيادية الحقيقية، التالية للمنصب. فحينما تحصل على سلطة قيادية في مؤسسة ما، فإن ذلك يعني أنك تقف عند أول خطوة في مسار أو سلم القيادة.
فيتطلب منك الأمر أن تبدأ في نشر المبادئ المناسبة التي سيتم العمل تحت مظلتها، وتستطيع أخيراً أن تتخذ أي منهج أو طريقة من طرق القيادة التي تفضلها طالما كانت معبرة عن شخصيتك. فمن المهم أن تفرض شخصيتك على الأجواء التي تمارس فيها دورك القيادي، ومن ثم تستطيع أن تحقق نجاحاً ملموساً وواضحاً مهما اختلف أسلوبك القيادي أو الإداري الذي اتخذته.