القائد والمدير ما الفرق بينهما وهل أحدهما أفضل من الآخر؟

القائد والمدير .. ما الفرق بينهما وهل أحدهما أفضل من الآخر؟

القائد والمدير .. ما الفرق بينهما وهل أحدهما أفضل من الآخر؟

دائما ما يسعى أي شخص أن يكون مديرا متفوقا وجيد للغاية، ولكن ما لا تعلمه ان كونك مدير ممتاز لا يجعلك بطبيعة الحال زعيم وقائد قوي، فهناك فارق كبير للغاية بينهما، وهناك عوامل تقف دون وصول بعض الاشخاص لمكانة القائد المخضرم نتيجة لعدم معرفت هؤلاء الاشخاص بالفارق بين القائد والمدير من الأساس. حيث أنه وبمجرد معرفتك بالفارق بين القيادة والإدارة سيساعدك ذلك على فهم دورك في مؤسستك، بالإضافة الي صقل قدراتك بحيث تتمكن من تحقيق أقصى استفادة من إمكانيات، كما أنه يساعدك على معرفة كيفية تحقيق أفضل توازن بين الصفات القيادية والإدارية.
ومن خلال التقرير التالي سنكشف لك أوجه التشابه والاختلاف بين القادة والمديرين، ونساعدك على معرفة كيفية الحصول على الأفضل من كلا المنصبين المختلفين.
ما هي القيادة وما هي الإدارة؟ يقول بيتر فردناند دراكر، كاتب إقتصادي أميركي، “أن قوة القائد تأتي من قدرته على جذب الآخرين نحوه، فهو يستخدم نفوذه لتحدي المعايير و توجيه الابتكار، متجاهلا القوانين و القواعد سعيا لتشجييع التغيير ودفع المؤسسة نحو الأفضل” .
ملخص تعريف القائد:
“التعريف الوحيد للزعيم هو أنه شخص لديه أتباع، يستخدم نفوذه بطريقة نزيهه للغاية لاجتذاب هؤلاء الاتباع و تحقيق اهدافه” يقول بيتر.
أما الإدراة والمدير:
فيحرص المديرون على إلتزام الموظفين بالمعايير والالتزام بالسياسات سعيا لتحقيق وتنفيذ أهداف الإدراة العليا، وبالرغم من إمتلاكهم لسلطات و نفوذ قوية إلا أن مساهماتهم في المنظمات تتم فقط بما ينص عليه الكتاب والقواعد.
الاختلافات الرئيسية بين القيادة والإدارة: التركيز على الأهداف والرؤية مقابل التركيز على المهام:
يسعى كلا من القادة و المديرين نحو تحقيق اهداف المؤسسة ولكن لكل من القادة و المديرين طريقة مختلفة في تحقيق ذلك.
فالقائد ينظر على الأهداف التي تسعى الشركة لتحقيقها -أي النظر على الصورة الكبيرة-، ويسعى لتحقيق تلك الاهداف من خلال رؤيته الخاصة وبطرقيته المبتكرة.
أما المديرين ورغم سعيهم لتحقيق أهداف الشركة أيضا إلا أنهم يهتمون برؤية المؤسسة ويتمسسكون بها بشدة و بالسياسات الخاصة بها، بل وقد يتلقون طرق التنفيذ من القيادات العليا للمنظمة وماعليهم الا التنفيذ وفقا للتعليمات.
إقناع الأخرين بالأفكار مقابل تنفيذ السياسات:
دائما ما يهتم القادة بالابتكار، فهم يسعون دائما لإقناع الآخرين بأفكارهم الجديرة بالإهتمام، حيث يكتسب القادة سلطاتهم من خلال تشجيع الآخرين و تحفيزهم على تنفيذ تلك بالأفكار المعلنة من قبل القادة بسبب اقتناعم التام بها.
ومن ناحية أخرى، لا يتعين على المديرين إقناع الآخرين بالأفكار، حيث ان دورهم يقتصر على تنفيذ السياسات، فإذا خرج موظف عن الخط أو أعلن عدم اقتناعه بفكرة ما فلا يتم الالتفات له، حيث أن دور الموظفين هو تنفيذ ما يقوله المديرين دون جدل.
مواجهة المخاطر مقابل تقليل المخاطر:
في أي وقت تقرر أن تتخذ طريقا جديدا في العمل أو أفكارا جديدة، فإنك تأخد طريق المصاعب والمخاطر، وهذا ما يتعرض له القادة لأنهم دائما ما يسعون إلي التغيير والابتكار.
أما المديرين فهم يسعون دائما للحد من المخاطر فيلتزمون بالتعليمات التي تملى عليهم من القيادات العليا للشركة ويطلبون من الموظفين الإلتزام بتلك الأوامر، وعند نشوب مشاكل، قد يقوم المدير بإحالة المشكلة إلى القيادة لتعديل السياسات.
التشجيع المطلق مقابل التشجيع المشروط:
الخط الفاصل بين القائد والمدير في هذه النقطة قد يكون غير واضح للجميع، حيث أن الشخصين يشجعون الآخرين ولكن كلاُ علي طريقته، فالقائد يشجع الموظفون على التفكير خارج الصندوق وإيجاد حلول مبتكرة، ولكن المدير يشجع على اتمام المهمة وفقا للتعليمات والتوجيهات المحددة التي يمليها على الموظفين، ويكون هو المرجع الرئيسي لهم للحصول على التوجيهات لتنفيذ المهام.
مواجهة الصعوبات مقابل المحافظة على الوضع الراهن:
عندما تواجه المنظمة حالة من الركود يسعى القائد لإيجاد الحلول ليكونوا أكثر فاعلية خلال تخطي تلك الأزمة، و يجتهدون ليلائموا سياسة الشركة مع رؤيتها.
أما المديرون فهم يسعون للمحافظة على الوضع الراهن مهما كانت حالته، في انتظار التعليمات التي يمليها القادة عليهم فيقومون بتنفيذها.
الخطوات الجريئة مقابل الالتزام بمعايير الشركة:
عندما تسعى لتحقيق خطوات جرئية تزيد المخاطر بشكل كبير، فيسعى القائد لتحفيز الموظفين ودعم تلك الأفكار من خلال إلهام الموظفين ومن خلال نقطة ارتكاز رئيسية الا وهي رؤية الشركة القوية التي يسعون لتحقيقها.
أما عندما تدير عدد من الموظفين، فإن الهدف الرئيسي الخاص بك هو التأكد من تنفيذ القرارات بنجاح فالمديرون ينظرون الي أفعال الموظفين ويحددون ما إذا كانوا يستوفون المعايير المحددة من قبل الشركة أم لا.
كسر القواعد مقابل الالتزام بالقواعد:
عندما تواجه الشركة أو المنظمة الكثير من المشاكل و الصعوبات فإن القادة عادة ما يتجاهلون القواعد تماما.
أما المدير فيخشى فقدان وظفيته فيسعى للتمسك بالاستراتيجيات التي تحددها القيادات العليا للشركة، حيث أن كسرهللقواعد والقوانين يهدد مركزهوهو الأمر الذي يضعف الشركة بشكل كبير.
بناء الثقة مقابل التعليمات الصارمة :
القائد المخضرم هو الذي يسعى لبناء الثقة بينه و بين الموظفين حتي يجذبهم للتعامل مع أفكار القائد الجريئة التي لم يتوقعوا أن يتعاملوا بها من قبل.
أما المدير فهو يسعى لتوجيه التعليمات دون نقاش، فالموظف غير ملزم بأن يثق في رؤية المدير حتى يقوم بما يملى عليه.
تعزيز الأفكار مقابل تعيين المهام:
القادة يعززون الأفكار الجديدة لأن ذلك يدعم أهداف الشركة بشكل كبير، فهم يدعمون أكبر قدر من الموظفين على التفكير خارج الصندوق لمزيد من الأفكار المبتكرة.
أما المديرون فهم لا يشجعون التفكير الحر خوفا من عدم تلبية تلك الأفكار لتوقعات وأهداف الشركة، لذلك يتوجهون للخيار الآمن وهو إطلاع الموظفين بما عليهم من مهام حيث تعد تلك الطريقة الوحيدة التي يتأكدون بها من أن الموظفين سيقومون بما يفترض عليهم أن يفعلوه بالطريقة التي يفترض أن تتم بها الأمور.
هل أن تصبح قائدا أفضل من أن تكون مديرا أو العكس، أيهما أفضل؟
وكما لاحظتم في النقاط السابقة، هناك بعض الاختلافات الواضحة بين القادة والمديرين، ولكن القيادة والإدارة مكملتان لبعضهما البعض.
فالقادة هم المخاطرون، والمبتكرون، ومغيروا الأدوار في اللعبة. أما المدراء هم من يسيرون على نهج واضح – كما يقول الكتاب – ويحافظون على الوضع الراهن. وهذا لا يعني أن الأفضل أن تكون قائدا عن أن تكون مديرا أو العكس.
فالشركات تحتاج المديرين والقادة على حد سواء كي تعمل بسلاسة. ويؤدي الافتقار إلى الإدارة إلى تعرض المنظمات لخطر عدم الالتزام والانفلات وعدم تحقيق الأهداف. ويؤدي الافتقار إلى القيادة إلى قوة عاملة راكدة ، غير ملهمة وغير مطورة
القادة والمديرين قد يكونوا على طرفي النقيض عندما يتعلق الأمر بالسلطات، ولكنهم في نفس الفريق. يمكن أن يكون للقائد رؤية عظيمة، ولكن بدون المديرين لن يتمكن من تنفيذها، ولن تتحقق تلك الرؤية.وعلى الطرف الأخر، يجب على المديرين الالتزام بالمعايير، ولكن إن لم يكن هؤلاء المديرين ملهمين من القيادة، فإنهم لن يكونوا قادرين على مشاركة رؤيتهم مع القوى العاملة في الشركة.
كيفية تحقيق التوازن بين القيادة والإدارة؟ هناك حل وسط ما بين القيادة والإدارة، ففي بعض الحالات تحتاج إلى شخص يقوم بالأعمال بشكل صارم، وأفضل رموز السلطة يدركون متى يتم تطبيق القيادة والإدارة بمستويات ودرجات أكبر وأقل.
متى تستخدم مهارات القيادة؟
تعتمد الدرجة التي يمكنك من خلالها استخدام مهارات القيادة على العاملين بالشركة على طريقة عمل شركتك. إذا كان أعضاء الفريق تضح أمامئهم رؤية الفريق وأهدافه، فمن المرجح أن يكون مصدر إلهامهم هو القائد.
ولكي يتجه المسؤول إلى المزيد من أسلوب القيادة، عليه أن يتأكد من أن جميع العاملين بالشركة على قدر كافي من الوعي والدراية بسياسات وتوجهات الشركة، لأنه إذا اضطررت للجلوس مع أعضاء الفريق باستمرار لاستعراض مهام ورؤية الشركة، فإن هذا الأمر سيتطلب مجهود كبير لتشجيع الموظفين على التفكير بحرية وإيجاد حلول خارج الصندوق.
فعندما يكون هناك فريق مكون من أعضاء متفانين مدركين لأدوارهم، سيكون لديهم مساحة كبيرة للمناورة، فيكونوا قادرين على الابتكار والإبداع مع مواكبة التزامهم بمهامهم ومسؤولياتهم. وعندما يدخل القائد في حوار مع العاملين حول سياسات الشركة، سيمكنهم في هذه الحالة التوصل إلى أفكار جديدة معا.
متى يظهردور المدير؟
عندما تكون جديد في الوظيفة، فأنت في حاجة إلى شخص يخبرك كيف يتم إنجاز المهام، والمديرون في هذه الحالة هم الضرورة المطلقة عندما يكون لديك أعضاء جدد في الفريق-موظفون جدد-.فهم قادرون على مساعدة الموظفين على معرفة القيام بوظائفهم بأكثر الطرق فاعلية.
أيضا، المديرين لديهم قدرة عالية على التعرف على قدرات الموظفين وما يمكنهم أن يقدموه، وهم أيضا من يعرفون ما يستطيع الموظف تحملة من مهام ومسئوليات، وهل ستؤثر سلبا على أداء الموظف وفقا لقدراته أم لا، فهم يحمون إنتاجية الموظفين مخن خلال معرفتهم بطريقة عمل كل شخص وقدرتهم على الاستجابة للضغط.
تحتاج المنظمات والشركات دائما إلى المديرين لمساعدة الموظفين في التعامل مع الأمور المجهولة التي قد لا يعرفونها حول عملهم. قد يمكنك أن تتخيل أن المدير هو الشخص الذي يمكنه أن يخبرك أين تجد الإجراءات أو الخطوات التي تحتاج لها في كتاب الإرشادات. فمن خلال خبراتهم المتراكمة يمكنهم حل الألغاز التي تواجه الموظفين في أعمالهم لتحقيق توقعات الشركة.
يصف البعض الشركات التي قد تحتوي على قادة فقط، كأنها شركة منشأة من أجل رعي القطط، فوجود مديرين لإدارة المهام سيمكنك من إنجاز العديد من المهام، ولكنك لن تحقق التحسن في الأداء، فالمنظمات والشركات تحتاج إلى المديرين والقادة للوصول إلى القمة، فلا يمكن الاعتماد على أحدهما دون الآخر.
المصدر

m2pack.biz