القرار الصدمة… منع النشر وإلغاء السلاسل الأدبية بهيئة قصور الثقافة المصرية

القرار الصدمة… منع النشر وإلغاء السلاسل الأدبية بهيئة قصور الثقافة المصرية

القرار الصدمة… منع النشر وإلغاء السلاسل الأدبية بهيئة قصور الثقافة المصرية

القاهرة «القدس العربي»: فور تلويح الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة بضرورة خفض معدلات النشر لمطبوعات الهيئة العامة لقصور الثقافة أثار العاملون بالهيئة ضجة للحيلولة دون إصدار قرار بهذا الشأن، وشكك البعض في كلام الوزير حول عدم اختصاص هيئة قصور الثقافة بعملية النشر وقد جاء في حيثيات تشكيكهم أن هناك عدة سلاسل أدبية مهمة تصدر عن الهيئة تلعب دورا تنويريا لا يستهان به من بينها ذاكرة الكتابة وإبداعات الثورة المستوحاة من مضمون الفكرة الثورية وأجواء الكتابة المستلهمة منها .
في حيثيات دفاع البعض عن إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة استندوا إلي ملابسات توقف هذه السلسلة كنوع من إثبات حسن النية في الحرص على المال العام وليس الفشل في إدارتها ورسالتها، كما نقل المغرضون للوزير ليشرع في اتخاذ قرار خفض معدلات النشر إيذانا بإلغائه نهائيا .
وفي تعزيز اخر لبقاء الوضع على ما هو عليه والعدول عن القرار والاستمرار في إسناد صلاحيات الطباعة والنشر لمسؤولي السلاسل بالهيئة جاء التأكيد على أن سلسلة مثل ذاكرة الكتابة قامت بنشر دستور مصر وهو ما يراه القائمون على السلسلة مسوغا ثقافيا وأدبيا يعطي الحق لسلسلة « ذاكرة الكتابة « في الاستمرار لأنها قدمت خدمة غير مسبوقة للقارئ ليس علي المستوي السياسي ولكن علي مستويات أخري ثقافية وتاريخية ووثائقية .
وبعيدا عن الطنطنات وصيحات الرفض للقرار الذي لم يفعل بعد تواترت أقوال تشي بأن السبب الرئيسي لتلويح الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة بهذا القرار جاء نتيجة الهجوم الذي ورد في سلسلة إبداعات الثورة قبل إلغائها على بعض الظواهر السلبية وبعض الشخصيات الثقافية ومس من قريب د .جابر قبل أن يتولى مسؤولية الوزارة مما دعاه إلى الانتباه للسلاسل الأدبية الصادرة عن الهيئة وعقد العزم على إلغائها أو يقود نشاطها فور توليه منصب وزير الثقافة .
وفي تصوري أن هذا الاعتقاد يشير إلى بداية معركة لتصفية الحسابات داخل الوزارة أو على الأقل خلق صراع داخلي لمجابهة محتملة بين الوزير الدكتور جابر عصفور ومسؤولي السلاسل والعاملين بها، وهذا تفسير مستوحى من عمليات النزاع الوشيك الذي تغلب عليه سمة المصالح، فالمستفيدون من بقاء الإصدارات الأدبية علي اختلاف نوعياتهم وحجم مصالحهم يعتبرون أن صدور قرار وزاري بتخفيض النشر أو إلغائه هو نوع من التعسف ومحض تعد علي الرسالة الثقافية والتنويرية للهيئة وهنا تكون الثقافة هي الشماعة التي يعلق عليها المحتجون مصالحهم .
أما إذا صح ما تردد من أن الوزير قد بيت النية للإجهاز على عملية النشر للتخلص من السلاسل مصدر الصداع انتقاما ممن هاجموه بها سلفا، فلا يعني ذلك غير أن الحديث عن الثقافة والتنوير ليس له محل من الإعراب في هذه الأجواء الملبدة بالتخوين والتآمر وهو ما نربأ بالمؤسسات الثقافية المصرية الوقوع به لأن كل الفرضيات الجديدة تحتم زوال مثل هذه الممارسات /هذا فضلا عن أن الإصدارات الدورية والسلاسل الأدبية الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة تقدم بالفعل خدمة متميزة لشباب الأدباء والشعراء لا سيما أدباء الأقاليم الذين تعمل الهيئة على تبني إبداعاتهم ونشرها بأقل التكاليف فضلا عن أن ما ينشر يمثل زخما ثقافيا متنوعا من الرواية والقصة والشعر والدراسات يسهل على الكثيرين مهمة الإطلاع، فلا وجاهة إذن في قطع الشريان الثقافي الذي يصل بين العاصمة والأقاليم ويوفر الحد الأدنى من خدمة التثقيف في ظل غياب خدمات كثيرة أخرى .
كمال القاضي

m2pack.biz