القصص الإجرامية
أخذ بعض الخبراء هذا الجدل إلى مرحلة أبعد بفرض أن كثيراً من الجناة ينسبون أدوار إلى أنفسهم وضحاياهم في إطار رؤية لقصة حياتهم الشخصية؛ وهذه هي “الرواية الداخلية”، أو القصة التي يقصها شخص على نفسه عن نفسه. ستتضمن هذه القصص أفكاره عن إمكاناته والكيفية التي يراه الآخرون بها، ولكنها تضم أيضاً تصواً ما – رغم تشوشه – عما يحاول الشخص أن يحققه من خلال جرائمه؛ فربما يرى نفسه شخصية تراجيدية تكافح قوى الظلام، أو ضحية تعاني من تقلبات عصيبة يجلبها عليها عدو لا تقدر على السيطرة عليه. ويرى كثير من السارقين واللصوص أنفسهم مغامرين في رحلة، أو حتى مختصين يؤدون مهمة فحسب.
النقطة المهمة بشأن هذه القصص هي أن المجرمين أنفسهم هم من يؤلفونها، رغم أن حبكتهم قد تكون مشوشة وغير مترابطة. وهذا يشير ضمناً إلى أن مهمة الدكتور فرانكنشتاين لن تؤتي ثمارها؛ فالمجرم نفسه هو الذي يدفع نفسه لارتكاب الجريمة، وليس قوة خارجية ما.