القمة الأوروبية الافريقية تسعى لتأمين الاستقرار لمواجهة الفورة السكانية
القمة الأوروبية الافريقية تسعى لتأمين الاستقرار لمواجهة الفورة السكانية
أبيدجان لندن «القدس العربي» أ ف ب: اعلن الاليزيه ان اجتماعا طارئا عقد مساء الأربعاء بمشاركة فرنسا والنيجر وتشاد والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي لبحث مكافحة مهربي المهاجرين الذين يباعون رقيقا في ليبيا.
واوضحت الرئاسة الفرنسية ان الاجتماع الذي عقد على هامش القمة الأوروبية الافريقية في ابيدجان خصص لمناقشة «مبادرة» الرئيس ايمانويل ماكرون للتصدي للمهربين والتي طرحها الثلاثاء في واغادوغو، وذلك بمشاركة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.
وشارك أكثر من 80 رئيس دولة وحكومة أوروبية وافريقية في قمة في ساحل العاج الاربعاء من اجل تعزيز الوظائف والاستقرار في القارة الافريقية التي تشهد فورة سكانية الى حد دعا البعض الى «خطة مارشال» جديدة.
وجمعت صورة تذكارية جماعية للقمة لأول مرة أمس الملك محمد السادس، وزعيم جبهة البوليساريو، عقب افتتاح الخامسة للاتحاد الإفريقي- الاتحاد الأوروبي، مساء الأربعاء، وكان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فاكي، قال إن إفريقيا استعادت وحدتها بعودة المغرب إلى أسرته المؤسسية، الاتحاد الإفريقي.
وافتتحت القمة التي تختتم اليوم الخميس في وقت يرى الاتحاد الأوروبي مصيره مرتبطا بشكل متزايد بافريقيا في اعقاب صدمات الهجمات الارهابية والهجرة غير المسبوقة.
ويأتي الاجتماع في وقت تتنافس الصين والهند واليابان ودول الخليج حول النفوذ في القارة التي يظل الاتحاد الأوروبي أكبر لاعب اقتصادي وسياسي فيها.
وأبلغ رئيس الاتحاد الأوروبي انطونيو تاجاني برلمانيين من القارتين قبل عقد القمة أن الوقت ضيق لإيجاد سبل لتلبية احتياجات سكان القارة المتوقع أن يتضاعف عددهم إلى 2,4 مليار نسمة بحلول العام 2050.
وقال في ابيدجان العاصمة الاقتصادية لساحل العاج إن «افريقيا ستحتاج لخلق ملايين الوظائف للتعاطي مع الوافدين الجدد لسوق العمل»، مضيفا «إذا لم يحدث ذلك، فإن الشباب سيفقدون الأمل».
وحذر «حينها سنواجه أزمات التشدد خصوصا في المناطق غير المستقرة مثل الساحل، لكن أيضا هجرة واسعة بشكل أكبر».
واضطر ملايين الأفارقة للترحال داخل افريقيا بحثا عن العمل أو هربا من الازمات، لكن أيضا عبر المتوسط، بشكل أساسي من ليبيا إلى إيطاليا.
وبدا الاتحاد الأوروبي هذا العام بتقليص تدفق اللاجئين عبر التعاون مع السلطات الليبية وبعد اتفاق أشمل مع تركيا، والذي أسفر عن الحد من قدوم اللاجئين الفارين من الشرق الأوسط إلى اليونان. ودخل أكثر من 1,5 شخص من الشرق الأوسط وافريقيا إلى أوروبيا خلال السنتين الماضيتين، ويخشى مسؤولو الاتحاد الأوروبي وفود اعداد جديدة أكبر في المستقبل.
وقال مسؤولون أوربيون إن وفود اللاجئين، التي أثارت انقسامات سياسية في الاتحاد الأوروبي واعتداءات جهادية متكررة في اوروبا كانت بمثابة انذار بضرورة معالجة الأسباب الأصلية التي تدفع الناس الى مغادرة اوطانهم.
وخصص الاتحاد الأوروبي بالفعل مليارات اليورو لدعم التنمية الاقتصادية في افريقيا مع تعميق التعاون في جال مكافحة الارهاب مع الدول الافريقية حيث تنشط الجماعات الإسلامية المسلحة.
وقال تاجاني «اتحدث عن خطة مارشال لافريقيا، إذ نواجه مهمة هائلة ولدينا وقت قليل للتصرف». ويرجع الفضل لخطة مارشال التي اطلقتها الولايات المتحدة بمليارات اليورو بعد الحرب العالمية الثانية لإنقاذ شركائها الاوروبيين، في تحقيق الرخاء والأستقرار الحالي في اوروبا.
ويأمل الداعمون الافارقة والأوروبيون لخطة مارشال الافريقية أن تشجع المليارات في التمويل الأوروبي العام تدفق استثمارات خاصة أكبر.
وفي زيارته إلى بوركينا فاسو قبل التوجه لحضور قمة ابيدجان، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إن بلاده خصصت تمويلا قدره مليار يورو (1,2 مليار دولار) للمشاريع الافريقية صغيرة ومتوسطة الحجم.
وفي مستهل زيارته الافريقية، قال إن هذا التمويل يمكن استخدامه لمساعدة الشركات من القطاع الزراعي والالكتروني لمضاعفة حجم اشغالها.