الكتابة في عصر التواصل السهل
أي مستقبل
أن 88% من الأسر المصرية لا يقرأ أي من أفرادها بقراءة أي نوع من الكتب باستثناء الكتب المدرسية. وتشير الدراسة إلى أن نسبة 76% من الأسر لا تقرأ الصحف والمجلات على الإطلاق، أما عدد الأسر التي يقوم أحد أفرادها بممارسة القراءة بنحو 2.2 مليون أسرة منها نحو 5.1 ملايين ليست لديها مكتبة بالمنزل. وضمن الفئة القارئة فإن نسبة قراء الكتب الدينية تصل إلى 79%، وتليها العلمية ثم الأدبية وأخيرًا الكتب ذات الطابع العلمي.
السؤال الذي يجول بخاطر أي باحث الآن هو: هل ينمي هذا الانتشار لوسائل التواصل الاجتماعي الفكر والثقافة، أم أن مفعوله عكسي؟ في الحقيقة لا يمكن الجزم بترجيح كفة إجابة دون أخرى لكن ما يلاحظ الآن هو تأثر مستوى الطلاب في العالم العربي جراء هذه الوسائل. ففي ندوة إعلامية تربوية بعنوان (وسائل التواصل الاجتماعي وآثارها على إقبال الطلبة على القراءة)، نظمها قسم العلاقات العامة بمديرية بيت لحم، أوردت مجلة اللغة العربية تقريرًا عنه جاء فيه أنه وقع تنبيه الطلاب إلى خطورة استعمال اللغة المرمزة والمختصرة أثناء التواصل عبر الفيسبوك، لأن ذلك يؤدي إلى اضمحلال حصيلتهم اللغوية الصحيحة. وهذا التنبيه يمكن أن يفسر ما حدث في الباكالوريا التونسية هذا العام وهي المرحلة التي تنهي مرحلة الثانوي وينتقل بعدها الطلاب إلى الجامعة. إذ أوردت جريدة (الشروق) التونسية أن ما يحدث من تدني في مستوى الطلبة في اللغات أمر مفزع ذلك أنه تم تسجيل إسناد سبعة آلاف صفر في اللغة الفرنسية، وخمسة آلاف صفر في اللغة الإنجليزية، دون أن ننسى الضعف الحاصل في اللغة الأم –العربية- التي يعجز الكثير من الطلبة المتخرجين عن استخدامها في صياغة مطلب شغل. ومن التفسيرات الممكنة لهذا الظاهرة العزوف عن القراءة والكتابة، بالإضافة إلى اللغة المرمزة المستعملة عبر الفيسبوك والتدوينات المختصرة في التويتر.