2من اصل3
ورفع علم مصر والتغني بحبها المصاحب للحدث من قبل مسئولين عن التعليم يشير إلى أن كل هذا مقبول!!.. فهل من حقنا بعد ذلك أن نطالبهم بنبذ العنف والأفكار الخاطئة التي تحاول التسلل إلى عقولهم؟… والأغرب.. ولكي يكتمل فكر التشتيت والإلهاء عن كل ما هو مهم.. بعد أن تم تحويل وكيل الوزارة للتحقيق في الواقعة تظاهر عشرات المعلمين والموظفين من 15 إدارة تعليمية بالجيزة أمام مقر الوزارة رافعين لافتات التأييد للسيدة وكيلة الوزارة واحتجاجاً على تحويلها للتحقيق، يعني ببساطة بدلاً من الالتفات لمشاكل التعليم الحقيقية ومحاولة مواجهتها، وبدلاً من انتظام جميع العاملين في الوزارة في عمل جاد بدأنا في المظاهرات والاحتجاجات!!!
الأمر الثاني الأكثر غرابة كان الدعوة التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي وأيدتها د. هدى بدران رئيس اتحاد نساء مصر ورئيس الاتحاد العربي لها مع كثيرين غيرها، وهي: “اخلعي حجابك واستردي كرامتك”، والتي تشير إلى أننا نرفض فكر الإخوان والسلفية الذي فرض الحجاب ونثور عليه.. والحقيقة أن هذه مغالطة واضحة لأن الحجاب بدأ ينتشر في مصر منذ السبعينيات، أي أنه ليس بجديد علينا، أما الدعوة نفسها فهي إساءة لعدد كبير من نساء مصر، وكان ينبغي على د. هدى بدران أن ترفض صياغتها بهذا الأسلوب المهين للمحجبات، وهن الأغلبية حالياً، فلا علاقة إطلاقاً بين الكرامة وخلع الحجاب، ولا شك أن هناك نساء فضليات ورائدات في مجتمعنا من المحجبات، ولعل على رأسهن د. آمنة نصير التي نطمئن دائماً لتفسيراتها الدينية.
أي هزل هذا؟… هل الحجاب هو ما يهين كرامة المرأة؟.. ألا يهين كرامة المرأة ارتفاع نسبة الأمية، التي-وفقاً للإحصائيات- تصل نسبتها في مصر إلى 28% ثلثيها من النساء اللاتي يعانين الفقر وهو الأمر الذي أدى إلى ظاهرة الغارمات بينهن بصورة كبيرة، والتي تصل بهن إلى السجون.
ألا يتفق معي مسئولو اتحاد نساء مصر أن تعليم المرأة هو أهم خطوة من خطوات تطوير المجتمع وتصحيح مفاهيمه الملتوية الخاطئة.