1من اصل2
هل يمكن أن تنهض مصر حقيقة أم أن هذا حلم بعيد المنال؟ هل تخلصنا بالفعل من حكم الإخوان أم أنهم ما زالوا يحركونا مثل عرائس الماريونيت نتيجة لسوء تقدير نخبتنا التي نتوسم فيها الثقافة والعلم والرؤية الواضحة لنفاجأ بغياب هذه الرؤية تماماً؟
أسئلة تبادرت إلى ذهني وأنا أتابع طوال الشهر الماضي المشاكل المختلفة التي انهمك في مناقشتها المصريون سواء في برامج التوكشو أو على مواقع التواصل الاجتماعي.. مشاكل أبطالها وصانوعها هم “الصفوة”… ما بين حرق كتب “الإخوان” في إحدى المدارس بإشراف مسئولين من التربية والتعليم ودعوة النساء إلى خلع الحجاب تحت شعار “اخلعي حجابك واستردي كرامتك”.. مشاكل تدل صراحة على أن المفترض فيهم أنهم “نخبة المجتمع” المنوط بها استنهاض أبنائها، فقدوا بوصلتهم بصورة تنذر بإضافة مشاكل على مشاكلنا القائمة، وباستنفار الجهود والعقول لمواجهة أشباح بدلاً من مواجهة مشاكل الواقع الأليم الذي أصبحنا نعيشه. فتحرك وكيلة وزارة التربية والتعليم في الجيزة لحرق كتب “الإخوان” استدعى مشهد حرق كتب ابن رشد في فيلم “المصير” للرائع الراحل يوسف شاهين المترسب في عقل كل من سمع ورأى، بما يمثله من مرارة وسخط على مظهر من مظاهر التخلف ورفض الفكر التنويري. وعلى الرغم من أن ما تم حرقه لا يمت للفكر التنويري بصلة، وعلى الرغم أيضاً من إيماني بأن السيدة الفاضلة قصدت محاربة فكر التخلف إلا أنها لجأت إلى وسيلة خاطئة أهدرت بها كل النوايا الحسنة التي كانت دافعها إلى التخلص من هذا الفكر المتطرف بدلاً من التفكير في كيفية بناء شخصيات ناقدة بعقول مستنيرة قادرة على التفرقة بين الغث والثمين، وكان يمكنها ببساطة رفع هذه الكتب من المكتبات المدرسية ومخاطبة المعنيين بوزارة التربية والتعليم لسحبها من المدارس.. أما أن يرى الطلاب الصغار أو حتى الكبار على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون هذا المشهد المرفوض تحت أي مبرر فكان عليها إدراك أن هذا من شأنه إعطاء انطباع بمدى العنف والغل والانتقام من “فكر” أياً كان هذا الفكر،