الكثيرُ من التوابل ِأيها الطُهاة
(لا طاقة لي على كلّ هذا دفعةً واحدةً. رفقاً بجسدي أيها الطُهاة، ورأفةً بأشواك ِ الورد).
لم أكن لأظنَّ مرّةً بأنَّ شيئاً كهذا قد يحدث.
إذ كيفَ لميْتٍ أن يحكَّ حجرَ السعد ِ بأنوفِ الملائكةِ الحاكمينَ، ناهضاً خلفَ غابةِ أسمائكِ مُهرّجاً يُضحكُ أشباهاً من خزفٍ ونحاس؟!
أو لأظنَّ بأنكِ ستعيدينَ كلّ صوتٍ إلى ذبذبةٍ كانت إرثهُ من الانفجارِ العظيمِ،
وكلَّ طعمٍ إلى غبارٍ لم يجد فرصتهُ في الالتحام!!
الأمرُ أبسطُ من هذا بكثير.
تقولينَ،
وقد منعتِ القطَّ عن أكلِ عشائك ِللمرّة ِالأولى،
بعدما جمعتِ من الغبارِ التائه ما كوّرتِ به نهدينِ،
وصارَ لكِ عشاءك.
أردّدُ
وأنا أفصلُ ماء نهرٍ في مجريينِ لا أقصدُ بهما مِقصّاً، أو شارةَ نصرٍ.
فقط
لأتقمّصَ دورَ الأبكمِ على منصّةِ الشهودِ،
وهو يرمقُ بعينِ الحسدِ رجلاً غادرَ القاعةَ في حقيبةٍ ركنتها امرأةٌ قريباً
من الباب.
(كاتب سوري)