الكرسي عنصر أساسي من عناصر التأثيث 1 – 4

يعتبر الكرسي- وهو العنصر المتسم بالبساطة الشديدة- واحدا من عناصر التأثيث الهامة والواسعة الانتشار، التي تشغل فراغات منازلنا. فهو موجود ويشارك في كل ركن، ولا يمكن الاستغناء عنه، عند تأثيث أي مكان، ويمكن القول أيضا، إن الكرسي يعتبر من العناصر التي لم تتعرض لتغييرات جوهرية منذ أحقاب بعيدة. وليس أدل على ذلك، من أن الكرسي الذي صوره الفنان المصري القديم، يبدو شديد التشابه مع الكراسي التي نستخدمها اليوم- وعلى الرغم من هذا الثبات النسبي لشكل الكرسي، إلا أنه يعد من أفضل العناصر التي استطاعت- خلال تاريخ طرز الأثاث- أن تستوعب روح كل طراز، وسماته، وذوقه. أما الأشياء التي ظلت ثابتة فيه خلال العصور، فهي الأجزاء الأساسية، وشكله العام، من حيث هو قاعدة أفقية على بعد معين من الأرض، تستخدم للجلوس، وسطح آخر رأسي، مثبت على بعد معين من القاعدة، يستخدم كمسند للظهر. وبقدر ما تبدو عليه هذه المظاهر من بساطة، إلا أن التغيير في تصميم الكرسي، ليس أمرا سهلا، كما قد يعتقد بعض الناس. فمحاولة التجديد، أو الابتكار الجوهري في تصميمه، لا يمكن أن يتحقق، إلا إذا ارتبط بتجديد مقابل في مجال تقنية التنفيذ، أو تجديد في نوع الخامات ذاتها.

ويشهد تاريخ الكرسي، بأن من بين هذه الابتكارات التي طرأت عليه، هي تلك التي تحققت خلال القرن الماضي، والتي ارتكزت أساسا على استخدام تقنية مستحدثة، وهي الاستفادة من الأخشاب المخروطة، بعد تقويسها، لتتخذ الشكل المناسب. ولقد كان مصمم الأثاث الألماني “ميكل تونيت” هو رائد هذا الاتجاه، فقد أنتج حوالي سنة 1850 مجموعة من هذه الكراسي الاقتصادية الجميلة،