الكروشيه فن نسائي جميل.. هل أوشك على الاندثار؟
من منا لا يتذكر جدته وهي تقوم بحياكة سترة له أو جورب أو قبعة؛ عن طريق جمع تلك الخيوط معاً لتشكيل فن جميل راقٍ، فالصغار والكبار أيضاً كانوا يتباهون بما يُصنع لهم، وكذلك النساء كنّ يقمن بالتباري حول من الأسرع في الانتهاء ومن الأكثر إتقاناً وإبداعاً.
لنا أن نتذكر ذلك المشهد الذي اعتدنا وجوده في العديد من الأفلام قديماً؛ وهو سيدة المنزل تجلس فوق كرسي هزاز وتمسك بيدها إبرة الكروشيه، بينما زوجها بجانبها يقوم بغزل الخيوط من أجلها، ويلتف أبناؤها حولها كأنها تقوم بعمل خارق.
الكروشيه كلمة فرنسية تعني ربط الأجزاء، وهي عملية تكوين نسيج من الغزل والخيوط أو مواد أخرى، وبلغ هذا الفن ذروته بين عامي 1910 و1920، وظلت هذه الحرفة في المقام الأول لربة المنزل حتى أواخر 1960 و1970، حيث أخذت في الاندثار شيئاً فشيئاً.
فيما يلي أسئلة سريعة طرحتها مجلة “سيِّدتي” على إحدى عاشقات ومختصات فن الكروشيه؛ الطالبة بسمة قندوس:
* كيف كانت بدايتك مع فن الكروشيه؟
– تعلمت هذا الفن في المرحلة الثانوية، أحببته جداً، ولكن انقطعت عنه لفترة طويلة، وعدت من جديد أمارس الكروشيه، والحمدلله أتقنته.
* يلاحظ تراجع الاهتمام بذلك الفن من قبل النساء في السنوات الماضية، فما السبب؟
– جهل بعضهن بأنواع الخيوط، وقلة توفر الخامات الجيدة، عكس وقتنا الحالي؛ إذ توفرت خامات جيدة، وعاود هذا الفن انتشاره بين المجتمع النسائي.
* وهل سبب قلة اهتمام النساء بذلك الفن حالياً هو التركيز على العمل والدراسة؟
– أرى أن الشخص إن كانت لديه هواية مفضلة فمستحيل أن يعيقه شيء، حيث ينظم وقته بين عمله ودراسته وهواية الكروشيه.
* حدثينا عن الأدوات المستخدمة وطرق التنفيذ…
– الأدوات الرئيسية هي: الخيط المناسب، إبرة الكروشيه، مقص، ماركر.
* وما هي طرق التنفيذ؟
– في البداية يتم عمل حلقة حول صنارة الإبرة، ثم يتم سحب حلقة أخرى من خلال الحلقة الأولى، ثم تكرار هذه العملية لتنفيذ سلسلة من الغرز بطول مناسب والقيام بالتصميم المطلوب.
* ما هي الصعوبات التي من الممكن أن تواجه المبتدئين؟
– من الصعوبات التي تواجه المبتدئين عدم معرفتهم بقراءة الباترون؛ لأن هذه المشكلة واجهتني منذ البداية واستطعت التغلب عليها فيما بعد. والباترون هو نموذج أو مخطط يمثل أبعاد الجسم البشري، ويعبر عن تفاصيل القطعة المراد تخييطها.
* من عيوب الكروشيه تقلص حجمه عند الغسيل، فهل هناك حلول لذلك؟
– لكل خيط طريقة مناسبة لغسله، واتباع الطرق الصحيحة يجعل القطعة كما هي لا تتغير حجماً أو لوناً.
الجدير بالذكر أنه في عام 2011 عاد الكروشيه إلى منصة الأزياء من جديد، حيث قدم المصمم “كريستوفر كين” في خريف 2011 مجموعته التي سميت ب(Ready-to-Wear) وأحدثت ضجة كبيرة، واستخدم العديد من الزخارف وقطع الكروشيه؛ لتزيين الملابس والمجوهرات أيضاً.