اللاشعور الاجتماعي 19من اصل19
ونقاباتهم هي في كثير من النواحي منظمة على غرار مصنعهم: إنها مؤسسات بيروقراطية ضخمة ذات إدارة واحدة مرتبها مرتفع ويكون فيها لبعض الأعضاء إمكانيات ضئيلة للمشاركة العملية في الإدارة. إن ما يطابق تطور الصناعات الكبيرة هو تطور الإدارتين المركزيتين الضخمتين، إدارة الحكومة وإدارة الجيش اللتين انبنت كلتاهما على نفس الأسس التي انبنت عليها المؤسسات الصناعية. (وأعجب شيء أولئك المحافظون يعارضون الحكومة الكبيرة-، أو الذين يزعمون هذا على الأقل،- هم عادة ليسوا ضد العمل الكبير وليسوا أيضاً ضد المؤسسات العسكرية الضخمة). وهذا الضرب من المؤسسات يؤدي إلى تثقيف نخب في كافة المنتجين الصناعيين وأصحاب المؤسسات والأعمال والإدارة العامة والجيش وإلى حد معين أيضاً على صعيد النقابات. فالنخب في جملة المنتجين الصناعيين وأرباب المصانع والعمال وفي الإدارة العامة والجيش هي في تركيبها الشخصي وموقفها العام وطريقة تفكيرها على ارتباط وثيق مع بعضها البعض. ورغم الفروق السياسية والاجتماعية بين البلدان “الرأسمالية، والاتحاد السوفييتي “الشيوعية” فإن الموقف الوجداني وطريقة التفكير لنخبهم الموجودة متشابهان، ذلك لأن طريقة الإنتاج عندهم متشابهة في الأصل”
إن وعي بعض أعضاء النخب هو نتاج وجودهم الاجتماعي. ويذهبون إلى أن نوعية مؤسساتهم والقيم التي يدينون بها تخدم مصالح الناس على الوجه الأفضل.
ويكونون صورة عن الطبيعة الإنسانية تجعل هذا الافتراض معقولاً، فهم ضد كل تصور وكل فكرة يمكن أن تضع نظامهم موضع الشك أو تهدده.