اللغة ليست عقبة في تحقيق مجتمع المعلومات
الحديث عن مجتمع المعلومات حديث نسبيًا، حيث شهد عام 2003م عقد مؤتمر قمة ملوك ورؤساء العالم –جنيف- لبحث سبل بناء مجتمع المعلومات الذي يمكن الدول من التنمية الاقتصادية والثقافية في إتاحة المعلومات للجميع، ومن ثم جاءت وثيقة المؤتمر مؤكدة على: الشراكة المجتمعية لتسخير تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في خدمة التنمية، إقرار مبدأ المساواة والتعاون بين الدول، الاعتراف بالتعددية الثقافية، دعم حرية الصحافة والمعلومات، تأكيد احترام الهوية الثقافية لكل دولة، تنمية القدرات والمهارات في مجال استخدام تكنولوجيا الاتصالات. وجاءت الوثيقة الثانية عام 2005م في تونس والتي عرفت بخطة العمل لتؤكد اتفاق زعماء العالم على ربط القرى والمدارس والجامعات والمكتبات والمراكز الثقافية والمتاحف وغيرها بشبكات الاتصالات، تحديث المناهج الدراسية في مراحل التعليم قبل الجامعي.
والسؤال الذي يطرح نفسه: أين نحن مجتمع المعلومات؟
تشير الإجابة إلى وجود مؤشرات طيبة حول إمكانية استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لتحقيق التنمية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، مما ينعكس إيجابًا على كافة جوانب الحياة، ويؤكد في الوقت نفسه بزوغ مجتمع المعلومات.
ومجتمع المعلومات يعني البيئة الاقتصادية والاجتماعية التي تستخدم وسائل تكنولوجيا المعلومات أفضل استخدام، وتوزيعها بعدل لضمان حصول كل مواطن على حقه في المعرفة للارتقاء بحياته سواء الشخصية أو المهنية.
واقع الحال يؤكد أن المجتمع العربي في أشد الحاجة إلى تحقيق مجتمع المعلومات، خاصة وأن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تلعب دورًا مهمًا في زيادة الدخل القومي من حيث تحقيق قيمة اقتصادية مضافة، وعمالة عالية المستوى الفني والتقني، وتنفيذ أنشطة تجارية. مثل هذه الأمور تحقق التواصل العالمي بشكل جيد وهو ما تحتاجه كافة الدول العربية، وليس أدل على ذلك من الخدمات التي تقدمها كل من الحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني.