الماضي الحاضر في سيزان

فقره3
فقره3

3من اصل3

فلا يستطيع أي زائر لسيزان أن يفوت فرصة المرور على المعرض فليس عليه سوى أن يقرع باب منزل عائلة جيسكلارد، ويمر عبر المدخل الواسع ويحتسى الشاي مع أصحاب المنزل ويتأمل كل ما يراه وهو يتجول بحرية في المنزل وفي النهاية يستطيع أن يشتري أي قطعة أعجبته. ويعود المنزل لأصحابه باقي شهور العام مع استعدادهما التام لاستقبال زوار والترحيب بهم في أي وقت يريدون فيه زيارتهما. فهو منزل ومعلم أثري ومتجر في آن واحد وأصحابه سعداء بمشاركة الجميع لهما في تقديرهم لكل ما هو قديم وقيم. يسعد أصحاب المنزل بالزيارة خاصة أن من يأتي يعلم بالضرورة قيمة المنزل وما يحتويه، كما أنهما لا يحزنان عند فراق قطعة اشتراهما أحد زوار المعرض، أولًا لأنه سيقدرها ويستمتع بها كما أن بيع القطع لا يعني لهما إلا مزيدًا من المتعة المتوقعة لأنهما بالضرورة سوف يبدآن رحلة بحث جديدة عن قطعة بل قطع أخرى يستمتعان بها في منزلهما حتى يأتي من يعجب بها ويشتريها ليكمل استمتاعه هو بها ويتيح الفرصة من جديد لغيرها لتأخذ مكانها في منزل ومعرض عائلة جيسكلارد الذي يتجدد ما فيه باستمرار رغم أن جنباته لم تغادر القرن الثامن عشر.

 

 

m2pack.biz