إن فرق التحسين في الوظائف المتعددة تستفيد من تقاسم المعلومات وتجد سبلاً فعالة لتحقيق ذلك . وهنا نتذكر كيف أدركت شركة اسيتمان للكيميائيات قيمة تقاسم المعلومات . وهذه الشركة أوجدت ترابطاً بين فرق التحسين التابعة لها عالمياً بحيث تكون التحسينات التي تتحقق في أحد البلدان متاحة لاطلاع مكاتب الشركة الأخرى في العالم . ولشركة ( زيروكس ) أسلوب مماثل لتقاسم المعلومات عن أفضل ممارسات البيع في مختلف مكاتب المناطق التابعة للشركة في الولايات المتحدة .
كذلك فإن الشركات ذات الثقافة المنفتحة لا تتوقف عن حدودها . فقد رأينا أن شركة جنرال الكتريك تتقاسم تقنياتها الخاصة بالتحسين مع العديد من زبائنها . وهي تعتقد بأن مصلحة الشركة أن يكون لها زبائن ناجحون . وشركة ( ويليبريتور ) تسلك نفس الطريق عندما تفتح دفاترها لموزعي منتجاتها . فذلك يعطي الموزعين المعلومات التي يحتاجونها لمساعدة الشركة في اتخاذ القرارات لتحديد ما هي المنتجات الجديدة التي يجب أن تصنعها وما هي أكثر السبل فاعلية لتوزيع موارد التسويق المحدودة .
هنالك حاجزان كبيران أمام تقاسم المعلومات ، الأول هو الخوف . ففي إحدى الشركات التي تحتوي على أقسام عديدة لكل قسم منها مجموعته الخاصة من العاملين في المبيعات ، تتم تغطية العديد من الصفقات الرئيسية بواسطة عمال المبيعات في كل قسم . وهؤلاء العمال لا يجدون التشجيع ، بل ولا يسمح لهم بتبادل المعلومات التي من شأنها أن تفيدهم ، أو تفيد زبائنهم . وهم لا تمكنون من البيع كفريق ، وأحياناً يجدون أنفسهم ينافسون بعضهم بعضاً . وكبير المسؤولين التنفيذيين في الشركة يخشى أن يتمكن أحد العاملين في المبيعات من جمع معلومات أكثر مما يجب عن منتج أو عن زبون ويسربها إلى جهة منافسة ، ومخاوفه تعقد شركته وعمال المبيعات فيها وتجعلهم أقل فاعلية وكفاءة .
