المبيعات والتسويق والتحسين المتواصل 44 من اصل 430
وعلى غرار بيرني سيرجيسكيتر عزف كثيرون من الموظفين التنفيذيين والمديرين الوارد ذكرهم في هذا الكتاب عن اتباع الأسلوب التقليدي أي أسلوب الإدارة بإصدار الأمر والتحكم . لقد تبين لهم أنه أسلوب أساسه افتراضات عمرها مئة سنة وضعها فريدريك تيلور عندما استحدث نظرياته عن الإدارة العلمية . قبل سنة فقط لم يكن العمال متعلمين ولا مهرة ، وكان المديرون والمشرفون على العمال أكثر معرفة من العمال بكيفية القيام بالعمل . وهم الذين كانوا يقررون ما الذي يجب على العمال فعله ، وكيف يجب أن يقوموا بالعمل . وكانوا يصدرون الأمر إلى المستخدمين للقيام بمهمات محددة لهم ويضعون الرقابة موضع العمل للتأكد من أن المستخدمين ق اموا بالعمل الموكول إليهم .
في سنة ( 1960 ) بدأ تدريبي الشخصي على الإدارة في دورة دراسية حول مبادئ الإدارة . وهناك تعلمت أن وظائف أي مدير هي أن يخطط ، وينظم ، ويعين الموظفين ، ويوجه ، ويراقب . وبعد مرور ثلاثين عاماً كانت لا تزال مناهج بعض الكليات وإدارات الشركات تعطي الدروس لتعليم هذه الوظائف الإدارية ذاتها .
بيد أن الأزمنة تبدلت . ففي بيئة هذه الأيام ، ولاسيما في المهن التي أساسها المعرفة ، كثيراً ما يكون العمال أدرى من مديريهم بكيفية القيام بأعمالهم . ومع أن وظائف الإدارة الخمس الأقدم عهداً لا تزال صالحة ، فإن المؤسسات الكبرى تقوم بنقلها إلى المستويات الأدنى في المؤسسة ، وفي بعض الحالات إلى مستوى الفرد ، وفي حالات أخرى إلى فرق عمل تتولى إدارة نفسها بنفسها . في هذه الأثناء ، يستبدل المديرون المهام القديمة للإدارة ، أي مهام التوجيه والمراقبة لتحل محلها وظائف جديدة ، وهكذا فإن المديرين في هذا الزمن ، باستخدامهم نموذج الإدارة الجديد ، يفوضون السلطة ، ويمارسون الرعاية ، ويكرمون ، ويكافئون .