التمسك بالجذور طبع الروح المصرية في تفاصيل أحمد قشطة، فأعماله تبدو وكأنها مدينة يتم وضع أساسها، لذا فرؤيته الفنية يمكن تلخيصها في “البناء”.
لا يرى النحات أحمد قشطة سوى لغة واحدة تجمع بين الشعوب جميعها، هذه اللغة هي لغة الفن التي تمكن الجميع من التحاور وفهم الآخر، وتبادل الأفكار والرؤى لذا مزج فنه بين الشرق والغرب، محاولاً إدراك الفوارق بين معنى الرؤية ومعنى الإبصار، والفوارق بين الاستماع والإنصات لكل ما هو حوله، ومع ذلك متمسكاً بالجذور لذا أعمال الفنان أحمد قشطة تحمل روح مصر، فيشغل تفكيره دوماً الإنسان المصري البسيط مهتماً بالتصميم، ومعتمداً على أن يجعل البطولة دائماً للإضاءة، لذلك فإن ما يتم نحته أو تشكيله هو الضوء، مستخدماً كل الخامات المتعارف عليها من أحجار ومعادن ولدائن مثل الرخام والحجر والبرونز. كما يهتم بالتفاصيل التي تعد جزءاً مهماً في رسالته الفنية فيقول “اهتمامي بالتفاصيل الصغيرة في كثير من أعمالي فإنه ينبع من اعتقادي بأنها هي التي تصنع الفوارق بين الأشياء”. كما أن حصوله على منحة للدراسة بألمانيا عام 1999 كان بداية المزج بين التيارات الفنية المتعددة يقول “فنحن كالأشجار، ننمو ونعلو، نمتد هنا وهناك، نقتبس من ثقافات أخرى وتقتبس هي منا، لكن ثباتنا هو ثبات تلك الجذور التي لا يمكن أن نهملها أو نتجاهلها؛ وإلا ماتت تلك الأشجار الكثيفة، وأصبحت كأوراق جافة تذهب مع رياح العولمة المتغيرة دوماً:. ومهمته هي أن يكتب كلمات جديدة مؤثرة في هذه اللغة بحرية ودون أن يملي عليه أحد ماذا يفعل، يستكمل “فالعمل الفني هو كلمة، وكلمة حسنة الوقع، فمن يبالي بأي نوع من الأحبار كتبت..!”.