المحاذير الاقتصادية تلقي بظلّها على «ساعات» العالم

«من يسمع أخبار السوق اليوم، يخبئ نفسه في غرفة مظلمة ويبكي… إلاّ أن عراقتنا في عالم الساعات تبقينا متفائلين بالمستقبل مهما كانت الإشارات الاقتصادية مقلقة»، بهذه العبارة افتتح مدير «بياجيه» التنفيذي فيليب ليوبولد، تقديمه لما تحمله العلامة العريقة من جديد للعام 2016 في صالون الساعات الراقية السادس والعشرين في جنيف.

المخاوف من الانعكاسات الاقتصادية على الأسواق المرتبطة بسوق الساعات، بدت جدية في تقديم الابتكارات والتصاميم الجديدة من الساعات، واتجه الكثير من دور الساعات الراقية الى عرض تصاميم جديدة لم تدخل حيز التنفيذ، وكأنما أرادت أن تثبت أن الأفكار موجودة، إلا أن الوقت غير مناسب لإطلاقها.

المحاذير الاقتصادية لم تقف في وجه الابتكارات التي تتسابق في شكل غير معلن على تقديمها، وإن كانت مجموعة ريشموند تمتلك أفخر هذه الماركات، إلا أن المنافسة في ما بينها تضفي أجواء المنافسة الراقية من جهة والخلاّقة من جهة ثانية. وقد برز هذا العام في صالون الساعات الراقية، إدخال ثماني علامات جديدة الى المعرض من خارج مجموعة ريشموند، وعرضت العلامات الثمانية التي تشارك للمرة الأولى في صالون الساعات الراقية تحت ما يسمى Carré des Horlogers، هي Christophe Claret, De Bethune, H. Moser & Cie, Hautlence, HYT, Kari Voutilainen, Laurent Ferrier, MB&F ,Urwerk وقد شكّلت هذه الماركات نقطة إضافية بلمسات مختلفة الى الصالون، وفتحت الباب على سماع أسماء جديدة في المعرض، الى جانب Cartier, Jeager Le Coultre, A.Lange &Schone, Roger Debuis, Richard Mille وغيرهم من الأسماء العريقة في عالم الوقت.

وفي وقت قدّمت الدور الجديدة ابتكارات شديدة التعقيد، اعتمدت خلالها على الكثير من الفيزياء والعلوم، وحاولت استحضار رغبات الرجال في امتلاك روبوت أو ساعة على شكل مركبة فضائية أو على شكل سيارة أو تعمل وفق حركة هيدروليكية، فقد عمدت الساعات العريقة التي اعتادت الوجود في مثل هذه المحافل، الى التشديد على تفوّقها على نفسها وعلى الأخرى كدليل على خبرتها الواسعة في عالم الساعات العريقة، من خلال تقديم أرفع ساعة مرصّعة بالجواهر في العالم، أو الاحتفال بالعيد الـ75 لموديل معين، أو تقديم مجموعة محدودة من ساعة تتميز بحركة جديدة.